أكد مسؤول سعودي أمس ان الرئيس اليمني علي عبدالله صالح خضع لعمليتين جراحيتين ناجحتين في الرياض اثر جروح أصيب بها جراء قصف قصره، مشددا على أنه «سيعود إلى صنعاء بعد اسبوعين من التأهيل الطبي».
وأوضح المسؤول الذي فضل عدم الكشف عن هويته ان «العملية الأولى هي استخراج شظية من الصدر والثانية عملية أعصاب في الرقبة»، موضحا ان العملية المقبلة ستكون عملية تجميلية. بموازاة ذلك، قالت المعارضة اليمنية امس ان
قبائل حاشد التي يتزعمها صادق الأحمر وافقت على الالتزام بهدنة تستمر يوما، بعد تعهد عبد ربه منصور هادي القائم بأعمال الرئيس بسحب القوات ورفع الحواجز من على الطرق الرئيسية المؤدية إلى العاصمة والمدن الأخرى. وفيما أكدت
المعارضة انها ستعمل «بكل قوتها» على منع صالح من العودة، انتشرت احتفالات الشباب الذين يقودون منذ أشهر انتفاضة واسعة بما سموه «هروب» صالح، واعتبروه «سقوطا للنظام» بـ«هروبه».
وأكدت مصادر قريبة من الرئاسة لوكالة فرانس برس ان احمد نجل الرئيس اليمني وقائد الحرس الجمهوري، موجود في قصر الرئاسة بينما نائب الرئيس عبدربه منصور الذي يفترض ان يدير شؤون البلاد في غياب الرئيس بموجب الدستور،
موجود في منزله.
وأكد المصدر ان اجتماعا عقد الليلة قبل الماضية ضم عبدربه منصور مع أبناء واخوة وأبناء اخوة الرئيس الذين يشغلون ارفع المناصب في المنظومة العسكرية والأمنية في اليمن، دون ان يرشح أي شيء عن هذا الاجتماع.
وذكر المصدر ان الاجتماع ضم نائب الرئيس مع أخوي الرئيس علي صالح الأحمر مدير مكتب القائد الأعلى للقوات المسلحة وقائد العمليات العسكرية، ومحمد صالح قائد القوات الجوية.
كما ضم نجله أحمد وابني أخيه طارق محمد عبدالله صالح قائد الحرس الخاص، ويحيى محمد عبدالله صالح قائد الأمن المركزي.
ولم يصدر أي بيان رسمي بشأن اجراءات ادارة شؤون البلاد في غياب صالح، فيما استمر التلفزيون اليمني ببث الاغاني المؤيدة للرئيس، وفي الشارع، يحتفل الشباب بـ «هروب» صالح، وبـ «سقوط النظام».
وأوضحت قناة «العربية» أن صالح في مبنى كبار الشخصيات في المستشفى العسكري في الرياض، مشيرا إلى أن التقرير الطبي الخاص به يوضح إصابته بشظايا وحروق جراء القصف الذي استهدف مقره.
وردا على إعلان الحزب الحاكم في اليمن عن عودة صالح إلى البلاد في غضون أيام تعهدت مصادر بالمعارضة بمنعه من العودة.
ونقلت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) عن مصدر مسؤول أن أسرة صالح لم تغادر معه إلى السعودية وأن من رافق صالح هم عدد من المسؤولين في الدولة والحكومة الذين أصيبوا معه في القصف.
وحسب ماينص عليه الدستور فقد قام نائب الرئيس اليمني الفريق عبد ربه منصور هادي بمهام صالح واستقبل أمس سفير الولايات المتحدة في صنعاء جيرالد فيرستاين وبحثا عددا من القضايا المتعلقة بالمستجدات الراهنة على الساحة اليمنية
وسبل التعاون لتأمين كل الخدمات الأساسية كالنفط والغاز والكهرباء وتثبيت وقف إطلاق النار بصورة كاملة وشاملة.
وقالت وكالة الانباء اليمنية ان الجانبين ناقشا أيضا أهمية تعاون أحزاب اللقاء المشترك لتحقيق النجاحات المنشودة وتغليب المصلحة الوطنية على كل المصالح الأخرى لاسيما أن الظروف الراهنة معقدة وصعبة علاوة على تعاون الجميع من
أحزاب ومؤسسات المجتمع المدني وكل الشخصيات الاجتماعية بمختلف اتجاهاتها من أجل منع أي عمليات تخريبية أو عدوانية على المصالح العامة والخاصة وتأمين الطرقات وسحب أي تواجد مسلح غير شرعي في المدن.
وأشارت الوكالة الى ان السفير الأميركي أكد ادانة بلاده لحادثة استهداف دار الرئاسة يوم الجمعة الماضي بقذيفة صاروخية أصيب خلالها الرئيس علي عبدالله صالح وكبار معاونيه.
وتمنى السفير الأميركي الشفاء العاجل للرئيس صالح وكل المصابين مؤكدا التعاون الكامل في كل ما يهم أمن واستقرار ووحدة اليمن، مشيرا الى ان الادارة الأميركية تتفهم طبيعة الظروف الصعبة التي يمر بها اليمن في الوقت الراهن.
وهتف عشرات المتظاهرين المتحمسين في ساحة الاعتصام في صنعاء «حرية حرية اليوم عيد الحرية» حسبما أفاد مراسل وكالة فرانس برس وهتف آخرون «خلاص، سقط النظام» وأخرون «اليوم يمن جديدة».
من جانبهم اعتبر شباب ثورة التغيير بجامعة صنعاء أمس أن وصول صالح إلى السعودية للعلاج بمثابة «نجاح لثورتهم» الداعية لتنحيه عن الحكم.
وقال بيان صادر عن شباب ثورة التغيير «لقد سجلتم اليوم انتصارا بفعل تضحياتكم الجسيمة والتي جاءت بفعل ثورتكم الشعبية ورفضت العنف رغم كل الاعتداءات والممارسات القمعية للنظام وأسستم محطة جديدة من تاريخ نضال الشعب
اليمني».
وأضاف البيان «ندعو جميع أبناء الشعب اليمني إلى الاحتفال بالنصر بتحقق المطلب الأول للثورة والمتمثل برحيل صالح»
بدوره قال وليد العماري أحد قيادات شباب الثورة اليمنية ليونايتد برس انترناشونال «التأشيرة التي حصل عليها صالح من قبل السعودية هي تأشيرة خروج نهائي من اليمن ودون أي عودة».
وأضاف العماري «ربما كانت تلك أفضل استراتيجية للخروج بحجة أنه اضطر للمغادرة لأغراض صحية سواء كان هذا من عند الله أو من تخطيط السعودية».
أما في تعز (جنوب صنعاء)، فنظم الآلاف مسيرة وصلت الى ساحة الاعتصام التي تمكن المحتجون من احتلالها مجددا بعد طردهم منها بالقوة الأسبوع الماضي وشارك في المسيرة الآلاف من الرجال والنساء الذين يحتفلون بمغادرة صالح
وهتف المتظاهرون «حرية، حرية» و «يا شباب يا شباب علي عبدالله هرب».
وأصيب صالح الجمعة في هجوم استهدف مسجد القصر الرئاسي ونقل ليل أمس الأول الى السعودية لتلقي العلاج مع مسؤولين كبار أصيبوا في الهجوم نفسه.
وبعد الهجوم، أعلن مسؤول مقرب من صالح ان الرئيس «أصيب بحروق وخدوش في وجهه وصدره» وحالته لا تدعو الى القلق، قبل ان يؤكد صالح بنفسه في تسجيل صوتي بثه التلفزيون اليمني انه بخير.
وأكد الديون الملكي السعودي في بيان فجر أمس ان «الرئيس صالح وصل برفقة آخرين من مسؤولين ومواطنين ممن تعرضوا لإصابات مختلفة لاستكمال علاجهم في المملكة جراء الأحداث التي جرت مؤخرا في اليمن».
وأوضح البيان ان الرئيس اليمني نقل الى السعودية بعدما توجه فريق طبي متخصص بأمر من خادم الحرمين الملك عبدالله بن العزيز و«استجابة لرغبة» اليمن، الى صنعاء.
ويعالج في السعودية أيضا مسؤولون يمنيون كبار اصيبوا في الهجوم نفسه أبرزهم رئيس الوزراء علي مجور ورئيس مجلس النواب يحيى الراعي ورئيس مجلس الشورى عبدالعزيز عبدالغني ونائب رئيس الوزراء للشؤون الداخلية صادق
أمين ابو راس ونظيره لشؤون الدفاع والأمن راشد محمد العليمي.
وكان صالح اتهم شيوخ آل الأحمر الذين خاضوا مع قواته مواجهات دامية في صنعاء خلال الأسبوعين الماضيين، باستهدافه وتوعد بمواجهتهم ومحاربتهم، الا انهم نفوا ان يكونوا خلف الهجوم.
وميدانيا، بدا الوضع هادئا تماما في صنعاء في الصباح بعد ان سمعت طلقات نارية متقطعة خلال الليل، وتبدو الشوارع خالية تماما من حركة المرور.
وكانت مصادر قبلية أكدت أمس الأول ان الشيخ صادق الأحمر زعيم قبائل حاشد مستعد لهدنة بعد جهود بذلتها السعودية للتهدئة.
من جهتهم، دعا «شباب الثورة السلمية» الى تشكيل لجان حماية للدفاع عن المنشآت العامة في وجه المخربين واللصوص.
كما قتل 4 جنود من الحرس الجمهوري ومسلح مدني أمس في اشتباكات عنيفة اندلعت في محيط القصر الجمهوري في مدينة تعز جنوب صنعاء، حسبما أفاد شهود عيان ومشاركون في الاشتباكات لوكالة فرانس برس.
وقال الشهود ان القتلى الخمسة سقطوا خلال اشتباكات عنيفة بين الحرس الجمهوري ومسلحين مدنيين منظمين تحت اسم «صقور حماية الثورة في تعز» بالقرب من الحرس الجمهوري في المدينة.
وعلى صعيد آخر، قتل تسعة جنود يمنيين في كمينين نصبهما مساء أمس الأول عناصر من القاعدة في محيط مدينة زنجبار الجنوبية التي يسيطر عليها التنظيم، حسبما أفاد مسؤول عسكري لوكالة فرانس برس.
وعلى صعيد متصل، أعلن الشيخ صادق الأحمر زعيم قبائل حاشد وجود وساطة سعودية «ملكية» بينه وبين الحكومة لوقف إطلاق النار.
وأوضح الأحمر أن هذه الوساطة تتم برعاية العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمير سلطان لوقف إطلاق النار بين أنصار الأحمر والقوات الحكومية.
وقال الأحمر انه «ملتزم بهدنة تستمر يوما من جانب واحد احتراما للوساطة السعودية رغم استمرار القوات الحكومية في قصف منزله ومنازل إخوانه في صنعاء».
إلى ذلك فقد تداول عدد من المواقع الإلكترونية صورة لم يتسن التحقق من صدقيتها تظهر الرئيس اليمني علي عبد الله صالح في غرفة العناية المركزة في أحد المستشفيات السعودية والمرادفة للخبر حيث لم يتم التأكد من صحتها بالرغم من
أن شكوك كبيرة وواضحة تكشف أنها غير صحيحة على اعتبار أن الرئيس اليمني أجرى عملية بالصدر ولايمكن أن تظهر صورة مكان تالعملية هكذا دون أي أدوات طبية .
مكاني
الثلاثاء يونيو 07, 2011 1:08 am
