قصة واقعية (للكاتبة الواثقة بالله )

طفل لم يتجاوز الشهر الخامس من عمره يتألم من المرض حاول الوالدان بشتى الوسائل تخفيف ألمه ولكن دون جدوى
تنقلوا من مستشفى للآخر بحثا عن دواء ولكن بائت بالفشل ...!!
وصف لهم طبيب مميز في علاج الأطفال في هذا السن
تشاور مع أمه لعل في ذلك خير كانت تستمع للأب والدموع من عيناها تنهمر....ياأم فلان إصبري فإن الله يختبرنا....تذكري إبننا فلان ألم يكن مثل حاله والحمدلله الآن بصحه جيده
فإزاد نشيج الأم !!!
يا أم فلان عهدتكي صابره محتسبه مابك؟
قالت له إنني أبكي لأن قلبي يتفطر على أمر مجهول!!!
كيف مجهول يا أم...
قالت : لا أدري يخالجني شعور بأنني سأفقد شيء غالي في حياتي!!
تعوذي من الشيطان ومافيه إلا العافيه يابنت الحلال
أخذت الأم إبنها وذهبا إلى المستشفى وفي الطريق كانت المفاجأه!!!
أوقف الرجل سيارته على جانب الطريق المزدوج ومضى لغرض ما كان يريده
وانتظرت...هي وعصافيرها تنتظر....وتمضي الدقائق بطيئه حتى بدأ قلبها يتسارع نبظه
وأخذت الشكوك تنتابها ....أين ذهب؟...لماذا لم يعد...؟
والمصيبه الأعظم أنهم منقولين جدد إلى هذه المدينه فلم يمضي على تواجدهما فيها سوى شهر
فلا تدل تلك المرأة المكلومه الطريق إلى منزلها!!! ولا يوجد لديها في ذلك الوقت وسيلة إتصال لأنه زمن البيجر فقط أنذاك
لا زالت تترقب وتنظر يمنه ويسره لعله ذاك القادم أو لعله سيأتي من هنا أو هناك
الناس تجتمع حول شيء "ما"
وزادت الأعداد ومضى وقت طويل
لا لن يكون مع هذا الجمع ويتركني دون أن يطمئنني على نفسه!!!
ربما يكونون مجتمعين عليه...أنزل وأبحث عنه ...!!! ولكن لو كان هو من الناس تلتف حوله وقد أصابه مكروه هل سأتحمل ذلك؟؟؟
وهل سيتحمل أبنائي مشاهدت والدهم إن كان هو الممدد وربما يصابون بصدمه نفسيه؟؟
وربما أنه لس هو ويجدني أشق هذه الجموع من الرجال سيغضب مني؟؟؟
لا أدري مالحل؟؟؟
لم تعد تمتلك القدره على التحمل وبدأت ترتجف بشده والدموع تغالبها وتحاول أن تتغلب عليها !!!
لحظات عصيبه....شارفة الشمس على المغيب وهي على حالها!!
تقدم إليها رجل أمن وتحدث معها
أنتم أبناء فلان؟
نعم مالذي أصابه؟
لا لا شيء مجرد وجدناه فاقد الوعي وسيعود إليكم بإذن الله وقد نقلناه إلى المستشفى
سألته بحرقة وألم ولكن زوجي ليس مصاب بأي مرض؟
هل هو حادث سير فأجبني كيف حاله؟
قال : لا الرجل بخير ولكن نريد نقلك للمنزلك فهل تستطيعين وصف المكان؟
لا سأعطيك أسماء أشخاص من أصدقاءه وابحثوا عنهم ليأتي أحدهم بمحرمه فلا أستطيع أن أتحرك من هنا إلا مع شخص يعرفنا فأنا لا أدل المكان ولا أستطيع دون محرم

بحثوا وعادوا إليها ومعم أحد الأشخاص ومعه زوجته
وأخذت أطفالها وذهبت معهم سألتهم عن زوجها قالوا بإذن الله أنه بخير
وصلت إلى منزلها وكانت المفاجئه حادث سير والرجل في العنايه المركزه
هنا إنفجرت بالبكاء بعدما كانت تغص بها وتتصبر
ضمت صغيرها على صدرها وقالت إبني حبيبي يارب يشفي والدنا لنا
وأصبح الفجر ...لم تنام وإنما بجانب الهاتف تنظر لعله يتصل ويطمئنها على حاله!!!
وفي اليوم الثاني ذهبت لزيارته وكان لديها بارقة أمل
الطريق طويل رغم قصره دخلت المستشفى ونبضات قلبها تزداد في ضرباتها وخطواتها متسارعه
وصلت المكان مقتض بالبشر وسرعان ماتفرقت الجموع لتمضي من بينهم فتحت الباب دخلت
وقفت مشدوهه وجف ريقها تثاقلت خطواتها
وقفت بجانب السرير....جثة هامده....يتنفس بصعوبة بالغه...لا يشعر بشيء مما حوله
قبلته أخر قبله في حياتها على كتفه لأنه على سرير عالي لا تصل سوى لكتفه والأجهزه تغطي معظم جسده
وقف خلفها عدد من قرابته هو وقال أحدهم : يا أم فلان قولي: "
اللهم أجرني في مصيبتي واخلفني خيرا منها"
هنا رددت الدعاء ودموعها تنسال على وجنتيها خلف غطاء وجهها
ولم تعد تحملها قدماها لأنها أيقنت أن الموت قادم لا محاله
وقفت على الجدار القريب منها وأسندت نفسها له ومسكة بمقبض باب العنايه بشده وتحاملت على نفسها وسألتهم
ماذا قرر الأطباء؟
تحدث أحدهم وقال : الرجل ولله الحمد الله قضى له بما فيه خير له ولك فاصبري واحتسبي وعند الله خير
هنا تأكدت أن الأمر منتهي ولم يبقى سوى أيام أو سويعات على موته
إسترجعت والعبرات تزاحمها وتلعثم حديثها
غادرت المكان وهي تتمنى أن لها أحد محارمها ترتمي بين أحضانه وتبكي حتى تهدأ نفسها
ولكنها غادرت خلفهم تجر أذيال الخيبه في بقائه
وصلت للمنزل : وهنا بكت وبكت حتى لم تعد الدموع تنزل وكان هناك من النساء الخيرات من ضمتها إلى أحضانها وذكرتها بموعود الله وما أعده للصابرين
ومضى ذاك اليوم واعقبه آخر والنتائج تدل على أنه مات دماغيا
دخلت غرفة النوم وارتمت هذه شماغه وهذه ساعته وهذه...و....و... تتذكر حديثه لها وحديثها له عن ما كان يخالج فؤادها بأنها ستفقد شيء غالي!!!!
تحاملت على نفسها وحزمت حقائبها مع مساعدة أخت لم تلدها أمها
وغادرت من تلك المدينه إلى حيث أهلها
وحطت رحالها ولم تكن تعي مايدور حولها من شدة وجدها
لقد كان الحنان من سماته والرحمه من سجاياه كان لها كل شيء في غربتها
كان نعم الرفيق ونعم الزوج
كان يسألها صغارها متى سيأتي بابا؟؟؟
لماذا سافرنا وماجاء معانا؟؟؟
كانت تقول لأنه مريض....وتخفي دمعتها عنهم
حتى جاء خبر وفاته وهنا تلقت الخبر لم يكن وقعه على نفسها بالغ الأثر كايوم زيارتها له في المستشفى
فقد خبت وقع الألم لأنها قد ألفته منذ فارقته وصورته وهو مزجى بين تلك الأجهزه لا يفارق خيالها
بل كانت تدعوا إن كانت الحياة خيرا له فأحييه وإن كان الموت هو الأخير فعجل به
ومن هنا تقول كفنت سعادتي مع إدراجه الكفن على جسده
وأصبحت أتقلد الإبتسامة لأرضي أبنائي ومن يغليني
ولم يعد للحياة مذاقها العذب الذي كنت أرتوي منه
ولكن بقي لي من السعادة زهرات ثلاث غضة جميله أريجها ينعش قلبي كلما أضناه الحزن
وذكرى غاليه أهداها لي لتبقى حبل وصل بيني وبينه فأسعد لأجلهم وأشقى لأجلهم
فجزاك ربي الجنان وجعل غراسك الثلاث تجني ثمار صلاحها في قبرك وأسأله أن يكونون أبناء بارين بك بعد موتك وأسأله أن يجعلهم من الأولاد الصالحين الذي لا ينقطع الأجر عنك بسببهم
بقلمي من واقع

قصة جدا مؤثرة بارك الله فيك

الله يصبر كل ارملة على وجه الارض لان الزوج اغلى ماتملك المراءة

فصعب جدا ان تعيش بدونة ..

شكرا لك اخي الكريم

فعلآ كلاهما لايستغني الزوج عن زوجته وكذلك الزوجة لا تستغنس

عن زوجها يعطيك العافية مشاكسة على المرور والمتابعه الله لايحرمنا منك .