قصه مؤثره

موضوع: قصه مؤثره الإثنين ديسمبر 14, 2009 1:11 am

في رحلة بعيدة اردت فيها نسيان الماضي الاليم..رأيته..صورة طبق الاصل منه..اتراه يكون هو؟؟؟لا..وكيف يمكن للقدر
ان يجمعني بمن احب مرة اخرى!؟؟سبحان الله...يخلق ما يشاء..ويخلق من الشبه اربعين..رأيته في المطار ومعه اصحابه.
..تمنيت ان يكون قد جاء فقط لتوديع احدهم وان لا يكون هو المسافر...ولكن رايتهم جميعهم يودعونه منسحبين من المطار.
..تمنيت بعدها ان لا يكون معي في نفس الرحله....ودعت اهلي ودخلت الى المكان المخصص للمسافرين وجلست على احد المقاعد
في البوابه المعنيه منتظرة ان يأتي موعد الدخول الى الطائره...رأيته يتسوق في السوق الحره القريبه من بوابتي...فأخذت
ادعي وادعي بان لا يكون معي في رحلتي هذه...الرحله التي عزمت على القيام بها لانسى بها آلام الماضي الجميل الاليم او لأتناساها
على الاقل ولاستنشق فيها هواء السعاده والفرح بعد ان خيم الحزن عليّ برحيل زوجي وحبيبي...... انفتحت البوابه وهم الناس
بالخروج منها استعدادا لركوب الطائره...فتبعتهم ... ركبت الطائره وجلست في المقعد المخصص لي شاكرة ربي استجابته لي لدعائي
بخصوص ذلك الرجل المجهول الذي يشبه حبيبي السابق....وما كدت انتهي من ربط حزام الامان الا ورأيته امامي يستأذنني في
الجلوس الى جانبي..اذنت له وقلبي يرتعش خوفا وخجلا وربما الما...... بات صامتا في البدايه وما ان اقلعت الطائره حتى بدأ بسؤاله
الاول: الاخت من البلد؟بهرني صوته في البدايه اذا انه يشبه ذلك الصوت الذي اشتقت الى سماعه منذ مدة طويله.. فاجبته بالايجاب
محركة له رأسي.....وبعد قليل سالني سؤالا اخر يتعلق بوجهتي وسببها فاخبرته باني ذاهبة الى مكان الوصول في رحلة
للأستجمام...وبعدها بدأ يسالني عن مهنتي ودراستي وما الى ذلك...وعندما احس ببخلي في الاجابه توقف عن اسئلته وبدا يحدثني
عن نفسه....كان يتحدث الى نفسه وانا ما بين اذن صاغية له وما بين فكر سارح الى عالم اخر....العالم الذي قررت الهروب
منه ونسيانه,,,ذلك العالم الذي رايت فيه الكثير والكثير من السعاده والالم...ذلك العالم الذي خلق مني امراه محطمة عدوانيه تكره
الحياه وتكره الناس وتحب العزله...وعندما لمس اهلي مني تلك العدوانيه في التعامل وذلك الحزن الدفين وتلك العيون الباكيه قرروا تدارك
الموقف والسماح لي بالسفر, آملين مني نسيان الماضي...وانّى لي النسيان وهو ماض يحتضن زوجي وحبيبي ورفيق
عمري.....تزوجنا بعد قصة حب طويله تحدث عنها كل من كان معنا في الكليه...كان لي زوجا وحبيبا وصديقا وبات لي بعد مرور
سنوات على ذلك الزواج..ابنا....ذلك الابن الذي تمنيت ان تحمله احشائي وتفرح به عيناي كما فرحت يوم لقاء والده....
ولكن ارادة الله كانت فوق كل شيء...لم تستطع تلك السنوات السته من زواجنا ان تحملني فلذة كبده...وتحقيق حلمه وامنيته في انجاب
طفلا يحمل اسمه.....لم يكن الموضوع يعني لك كثيرا...اذ كان زوجي بالنسبة لي كل شي..ولكن كان الامر يعني له بالشيء الكثير
..... بعد مرور خمسة سنوات على عمر زواجنا الميمون لاحظت على زوجي كثرة الشرود والسرحان والعصبيه...كنت اعلم تماما
ما يخفيه قلبه...وهو رغبته في الانجاب...ولكن لم يكن الامر بيدي..فقد اجمع الاطباء على سلامة كلينا...ولكن بات موضع
الانجاب هو شغله الشاغل وان لم يكن زوجي يصارحني بحقيقة مشاعره الا ان تعلقي به وعشقي له وعشرتي الطويله له تجعلني اقرا كل كلمه
يريد ان يقولها قبل ان يتفوه بها وبت اقرا كلامه من عينيه...كنت اعلم تماما ان الحل الوحيد لاسعاده هو زواجه بأخرى وان كان قلبي يستبعد
ان يفكر زوجي بأخرى لانني ملكت عليه حياته واصبحت له سكنا ابديا ولكن عقلي يحدثني بانه لا بد ان ياتي اليوم الذي سيفاتحني زوجي فيه بهذا
الموضوع..وبت انتظر ذلك اليوم الكئيب.........وجاء اليوم اقبل فيه زوجي علي وبدأ يمهد لي الموضوع...فضلت ان الزم
الصمت لاسمح له بالتصريح عن ما بداخله.....وكان ضني في محله.....اخبرني انه قد صبر طويلا على امل ان ياتي ذلك الطفل
وانه ليس من العدل ان تنتهي حياته دون ان يخلف طفلا يرثه ويرث اسمه وعائلته وثروته التي بات يجمعها من اجلي ومن اجل اطفاله
..... كنت اسمعه وقطرات الدموع تنحدر من عيني.... هذا هو نصيبي.... لا استطيع منعه ولا استطيع قبول الامر
.... فانا عاجزة عن فعل اي شيء في هذه اللحظه...زوجي سوف تشاطرني اخرى في حبه وحنانه وغزله بل وجسمه.....
شعرت بالاشمأزاز للحظات فاستعذت بالله من الشيطان الرجيم....لماذا الانانيه...هذا هو شرع الله الذي اجاز للرجل الزواج من
اخرى بل ومن دون اسباب ايضا..فكيف اذا كان هناك سبببا قويا يدفعه للزواج...ثم ولما الزعل...سوف تنجب له الاخرى باذن الله
وساتشاطر معها تربية الاطفال..فالمثل يقول ان الام الحقيقه هي التي تربي وليست الي تخلف......ثم ان مجتمعاتنا باتت تعاني
من مشكلات العنوسه لذا كان يجب علي انا من دافع الاحساس بالواجب ان ازوجه باخرى بيدي لا ان انتظر طلبه هو او ان انتظر ان تصيبني
علة لاسمح له بالزواج من اخرى... كنت اصبر نفسي بتلك الكلمات.... في داخلي وفي قرارة نفسي لم اكن راضيه,,اذ لا توجد
امراه عاشقه تحب ان يتشاطر معها الاخرون في ما تحبه فكيف اذا كان ذلك هو الزوج..... قررت ان ارضى وان اقبل بالامر الواقع
فهذا زوجي سوف يحفظ لي حقوقي وسيعدل فيما بيننا ويكفيني ان يكون هو بجانبي وبقربي.... قاطع تلك التخيلات والافكار صوته قائلا:
ولكن الاخرى ترفض الارتباط بي مالم اكن حرا! لم افهم معنى كلامه في بداية الامر فأكمل قائلا: حبيبتي, الزواج قسمه ونصيب ويجب
ان تعلمي حبيبتي اني ساحبك ما حييت ولكن وضعي حساس جدا ومن اريد الارتباط بها ترفض الزواج مني الا بعد انفصالنا....فماذا انت
قائله؟؟ نظرت اليه بنظرة ملئها الحب والحنان والحزن والالم والغض والعتاب ... لم اجبه.بل تركت له المكان ودخلت الى غرفتي
.....وهناك اجهشت بالبكاء لماذا؟ واين ذهب كل ذلك الحب؟ وما هو جرمي؟ ام ان قدري هو الذي جنى علي؟حاشا لله ان يكون السبب
في عذاب عبده.....وهل يتخلى عني زوجي بهذه السهوله فقط من اجل طلبها..ولماذا هي وهناك الكثيرات ممن يقبلن الزواج من شخصا متزوج
!؟ام انها تريد استغلال الظروف لاني لا انجب؟ توقعت منه ان ياتي ليستسمح مني او ان يعدل في رغبته او ان يفعل اي شيئا من اجل الاحتفاظ بي..
.لم يفعل ذلك ابدا بل اصر على موقفه...حاولت اقناعه بان ما يفعله جرم في حقي وانا رضيت بالأخرى ضرة لي فلماذا لا تفعل هي الشيئ نفسه الا انه لم يقتنع.
..تدخل اهلي واهله في الموضع الا ان الاخرى التي ملكت عليه عقله وقلبه كانت تشجعه بل كانت حاسمة في شرطها...اضططرت في النهاية
ان اترجاه كي لا يطلقني ويضيعني الا انه كان قاسي القلب جاحدا على غير عهدي به ....وعندما اشتدت الامور عليه قام بتطليقي
!!!....نعم طلقني زوجي ليرتبط بالاخرى وبالفعل وبعد شهرين سمعت بنبأ زواجهما الميمون.......... انهارت
اعصابي وقواي....فحتى بعد الطلاق..ظل الامل يراودني في ان يرجعني زوجي له اوان يحس بالندم على فعلته الحمقاء...
ولكن خبر زواجه قضى علي وعلى حياتي كلها.....فما عدت ارغب في العمل او في الخروج..او في الاختلاط بالآخرين...
لم تنجح محاولات اهلي ابدا في التخفيف عني وعن ما كنت اعاني منه..لذا اقترحا علي السفر وتغيير هذا الجو الكئيب ...
استيقظت من خيالاتي لاجده نائما في مقعده بجانبي...سبحان الله نفس ملامحه وعيناه النائمتان البريئتان وجبينه الكبير وشفتاه
........يا الهي ....استغفر الله.اعوذ بالله من الشيطان الرجيم..فقد بدا عقلي وتفكيري يدخلاني مدخلا آخرا..
لذا قرتت تغير مقعدي والجلوس في الجانب الآخر من الطياره...... هبطت الطائره ونزل الركاب ونزلت معهم...
فقد كنا في رحلة جماعيه تنظمها احدى الشركات السياحيه ولكن ما لم اتوقعه ان يكون ذلك الشبيه ضمن افراد جماعتنا السياحيه
..... لعنت حظي الغابر الذي جمعني بهذا الشخص اذ كلما احاول نسيان الماضي اجده امامي فاتحا لي ذراعيه.....
وكنت كلما انظر اليه اتذكر طليقي....كنا نلتقي كل يوم في رحلاتنا اليومه القصيره ونتناول الغذاء والعشاء سويا...
اخبرني بانه شاب لم يتزوج بعد وانه تخرج منذ عشرة سنوات وانه ما زال يبحث عن ضالته........
رايت منه معاملة خاصه وحنان يشبه ذلك الحنان المفقود......كان لطيفا في حديثه...وقد عرف عني وعن حياتي كما عرفت عنه
وعن حياته....قضينا معا لحظات سعيده في تلك الرحله...فشحصيته جذابه تشبه شخصية طليقي.......الا اني لم اخبره
بذلك الشبه الصارخ بينه وبين طليقي....انتهت تلك الاسابيع الثلاث وكانها ايام ثلاث...لم احس بمرور الوقت..استمتعت في
رحلتي الا انها لم تستطع ان تنسيني الماضي بل بالعكس كانت تذكرني به في كل لحظه..... في رحلتنا للعوده....فاتحني شبيه
زوجي بموضوع ما كنت اتوقعه.....اخبرني بانه قد اعجب بشخصيتي وانه يريد الارتباط بي...كان الموضوع مفاجئا لي في بداية
الامر..فهو شاب لم يتزوج بعد..كيف له ان يرضى بامراه مطلقه ولا تنجب ايضا؟ كانت نظرته للحياة تختلف..فهو يؤمن بالقضاء
والقدر....ومن الذي سيضمن له ان من سيتزوجها ستنجب له....قال لي....كل شيء في هذه الحياة قسمة ونصيب
وكل شيء فيها باذن الله واذا اراد الله ان انجب طفلا فسانجب رغما عن الكل..ثم اني سليمه كما قال الاطباء..
اذا لما التشاؤم......احسست في كلامه الصدق واللطف والعذوبه....لقد احبني شبيه طليقي لنفسي وشخصيتي وذاتي....
الا اني لم اعجب به سوى لشبهه بطليقي والذي جعلني اجد في ذلك متعة كبيره..الطليق الذي ما زال حبه يجري في عروقي رغم انانيته وافعاله
.....فما رفضه طليقي فيني قبله الاخر والذي قد يفوقه علما ومالا وجاها وشبابا..انها فرصة لا تعوض....... ولكن طيبته
ارغمتني على رفضه لانه لا يمكن ان يكون مجرد بديل للآخر...ان تزوجته فسأظلمه في تلك الزيجه لان صورة طليقي لا تفارقني فيه
ومن المستحيل ان اخدعه وان اجعله يعيش بقية عمره معي على انه مجرد شبيه........ هبطت الطائرة في مطار الوطن...
ونزلنا منها...وعندما جاء وقت التوديع طلب مني الرد ورقم هاتفي وعنواني ليتقدم رسميا لوالدي..... اعتذرت عن رفضي لطلبه
وودعته وقلبي يعتصر الما لانني لن ارى شبيهه مرة اخرى

موضوع: رد: قصه مؤثره الإثنين ديسمبر 14, 2009 4:24 am

مشكوووووووووووووووووووره على القصة الجميله والمؤثره فعلآ تقبلي مروري

موضوع: رد: قصه مؤثره الإثنين ديسمبر 28, 2009 7:07 pm

الف شكر على القصة

موضوع: رد: قصه مؤثره الإثنين ديسمبر 28, 2009 9:04 pm