معلومة عن سم النمل

د.العثمان أثناء توقيع الاتفاقية
متابعة - عبدالرحمن محمد المنصور
لم تعد الجامعات السعودية منبرا لتلقي العلوم فقط بل أصبحت احد أهم المنابر التوعوية والتثقيفية في المجتمع، حيث أخذت جامعة الملك سعود على عاتقها لعب هذا الدور المهم الأمر الذي مكنها لاحقا من أن تصبح شريكا أصيلا في اغلب مبادرات التنمية التي انتظمت البلاد في العقود الأخيرة، وشكلت الجامعة عددا من المجموعات البحثية بالتعاون مع نخبة مميزة من العلماء الحائزين على جائزة نوبل العالمية لمناقشة عدد من الأفكار والمشاريع العلمية، ويظل التعاون مع البروفيسور جونتير بلوبل الحائز على جائزة نوبل في الطب ووظائف الأعضاء خلال زيارته الأخيرة للجامعة ابرز أنواع ذلك التعاون، حيث أبدى البروفيسور بلوبل رغبته في التعاون مع إحدى تلك المجموعات البحثية والمكونة من الباحثين الدكتور إبراهيم محمد الهزاع والدكتور محمد صالح الخليفة لدراسة إمكانية الاستفادة من سم نملة (السمسوم) في علاج سرطان الثدي احد أكثر أنواع السرطانات انتشارا في المجتمع السعودي .
وأكد المشرف على برنامج علماء نوبل الدكتور صالح الواصل ان تنفيذ هذا المشروع سيتم عن طريق التعاون بين مجموعات مختلفة من الباحثين العلميين بقسم علم الحيوان بكلية العلوم وقسم الباطنة بكلية الطب، مشيرا إلى انهم يهدفون من خلال هذا المشروع لاستخدام اساليب حديثة للتغلب على عدد من المشاكل الصحية الخطيرة التي بدأت تظهر اخيرا في المجتمع السعودي والتي يعتبر سرطان الثدي ابرزها، واكد الدكتور الواصل ان الجامعة لن تدخر جهدا في سبيل الوصول إلى كل ما من شأنه المساهمة والمحافظة على صحة المواطن السعودي وامكانية عيشه في رفاهية بعيدا عن المشاكل الصحية التي يمكن ان تعكر صفوه، واضاف المشروع يحتاج لعامين حتى يتمكن العاملون عليه من تحقيق كامل اهدافهم مؤكدا استعداد الجامعة لتوفير كل المعينات البحثية لفريق البحث ومنها التجهيزات المعملية اللازمة والأجهزة ذات التقنية الحديثة مثل (الفلوسيومتر) والمواد الكيميائية اللازمة وتوفير الخلايا السرطانية لزوم البحث اضافة إلى تحمل كامل تكاليف رحلات الفريق البحثي بما فيها المسح الطبي لحالات الحساسية المفرطة الناجمة عن لدغة نملة السمسوم وذلك حتى يتمكن الفريق البحثي من الوصول إلى الهدف المنشود .








النساء السعوديات
وأوضح الدكتور إبراهيم محمد الهزاع الباحث الرئيس للمشروع والمسؤول عن مجموعة الفسيولوجي والمناعة والخلية أن سرطان الثدي احد الأمراض الخبيثة التي تصيب خلايا الثدي في النساء والرجال فضلا عن انه يعد ثاني أكثر أنواع السرطان شيوعا بعد سرطان الرئة على مستوى العالم والخامس لمعظم أنواع السرطان المسببة للوفاة، مشيرا إلى أن عدداً من الدراسات السابقة أكدت أن هذا النوع من السرطان ينتشر بنسبة عالية تصل إلى 20% بين النساء السعوديات، وأضاف خطورة سرطان الثدي تكمن في انه يظهر في سن مبكر بين العشرين والثلاثين عاما ما يجعله من أهم المشاكل الصحية التي تواجه المجتمع السعودي، واستطرد أثبتت الإحصائيات أن حوالي 90% من حالات سرطان الثدي في الولايات المتحدة تصنف على أنها مرحلة مبكرة للمرض وذلك بمساعدة الكشف المبكر واستخدام التقنيات الواقية، مشيرا إلى ان نفس الحالات تصنف في السعودية على انها مرحلة متاخرة للمرض (المرحلة الرابعة) وهو ما يجعلها مشكلة كبيرة في المجتمع السعودي، منوها إلى انه وفي اغلب الاحيان يكون سرطان الثدي مرضاً شديد الانتشار حيث ينتشر خارج العضو الاصلي (الثدي) وينتقل إلى الغدد الليمفاوية ومنها إلى جميع اعضاء الجسم ويحدث ذلك في المراحل المتاخرة وبالتالي يسبب الوفاة، منوها إلى انهم ومن خلال هذا المشروع البحثي سيقومون باستخدام سم نمل السمسوم المنتشر والمسجلة في السعودية منذ العام 1985 في محاولة لمنع نمو الخلايا السرطانية في الثدي واستكشاف طريقة عمل هذا السم سواء على الخلايا الطبيعية أو الخلايا السرطانية ما يمكننا من القضاء على هذا المرض باستخدام مواد طبيعية .

استئصال الثدي
واكد الدكتور محمد صالح الخليفة ان الطريقة الأساسية لعلاج سرطان الثدي هي استئصال الثدي المصاب جراحيا بالاضافة إلى امكانية استخدام العلاج الهرموني الكيميائي أو الاشعاعي، مشيرا إلى ان هناك فريقا علميا استراليا توصل إلى نتيجة مهمة فحواها ان سم النمل يمكن استخدامه لتدمير الخلايا السرطانية الا انهم لم يقوموا بدراسة سم النمل على سرطان الثدي تحديدا، واستطرد حديثا تم تسجيل حالات وفيات في السعودية اثر لدغ نمل السمسوم (samsum) وهي نتيجة تفاعلات فرط الحساسية التي تحدث عقب لدغة الحشرة ومنذ ذلك الحين اصبحت هذه النملة تشكل خطرا على الصحة العامة في المجتمع السعودي، مؤكدا انهم ومن خلال هذا المشروع سيحرصون على عمل دراسة بيئية لمعرفة اماكن انتشار هذا النوع من النمل في جميع انحاء البلاد بجانب اعتمادهم على المسح الطبي للحالات المصابة بلدغة الحشرة وهو ما سيعطيهم صورة كاملة عن مدى الخطر وبالتالي اثر ذلك على المجتمع السعودي، واضاف الاهم من ذلك كله سندرس تاثير هذا السم على بعض الجوانب الفسيولوجية الحيوية التي يمكن ان تساعد في تحسين الاجراءات الوقائية والعلاج الطبي لمرض سرطان الثدي .






سم الحشرات
وقد ابدى البروفيسور غونتر بلوبيل الحائز على جائزة نوبل والمسؤول عن مختبر بيولوجيا الخلايا في معهد هاوارد هيوز الطبي في جامعة روكفلر في نيويورك والمشرف على فريق البحث سعادته بالعمل مع فريق جامعة الملك سعود البحثي مؤكدا ان اهتمام الجامعة بمثل هذه الأمور يؤكد وعي المسؤولين فيها بالدور المنوط بهم تماما ويؤكد بما لا يدع مجالاً للشك ان السعودية تسير في الاتجاه الصحيح، وأضاف الفريق المتخصص بوظائف الأعضاء (الخلية، المناعة والبيولوجي الجزئية) سيقوم بتحليل مكونات سم الحشرات وتحديد طريقة تاثير سموم الحشرات على الخلايا الطبيعية وتحديد مستقبلات الخلية التي ترتبط بهذه السموم والمسؤولة عن طريقة عملها بجانب دراسة تاثير هذه السموم على خلايا سرطان الثدي وتحديد وتصنيف حالات الاصابات التي يحدثها النمل عند لدغه للاشخاص وتقدير مدى تغييرات والاثار التي يحدثها سم نملة السمسوم على الجلد في الحالات المصابة واستكشاف طرق لعلاج الحالات المصابة، مشيرا إلى ان الفريق المتخصص بالحشرات والطفيليات سيقوم بحصر بيئي عن التوزيع الجغرافي لنملة السمسوم السامة في المنطقة الجنوبية من المملكة ونقل النمل من اماكن الصيد لتربيته بالمعمل بقسم علم الحيوان، اضافة إلى تشريح النمل في المعمل لاستخراج السم وتحليله وعزل وتعريف الطفيليات الموجودة بالنملة سواء كانت بداخل النملة أو على جسمها الخارجي فضلا عن توضيح مدى قدرة هذه النملة على نقل طفيليات إلى الأشخاص عند لدغهم بالسم .