|
|
| جريمة ملعب الجولف | |
| | كاتب الموضوع | رسالة |
---|
جولييت الجنوب إدارة
معـلـومـاتي الجنس : الإنتساب : 23/10/2009 مكاني : في ارض الله الواسعه
| موضوع: جريمة ملعب الجولف الأربعاء ديسمبر 30, 2009 10:57 pm | |
| جريمة في ملعب الغولف ...
... الفصل الاول ...
،،، رفيقة سفر ،،،
توجد حكاية مشهورة مفادها أن كاتباً شاباً كان عازماً على أن يجعل افتتاحية قصته قوية وفريدة إلى حد
من شأنه أن يجذب ويأسر انتباه أكثر الناشرين سأماً وتبرماً فقام بتسطير الجملة التالية : " قالت الدوقة : تباً "
والغريب أن حكايتي هذه تبدأ بالأسلوب ذاته إلى حد بعيد باستثناء أن تلك التي أطلقت العبارة لم تكن
دوقة !
كان ذلك يوماً في أوائل شهر حزيران وكنت عائداً من عمل قضيته في باريس مستقلاً قطار الصباح إلى لندن
حيث مازلت أسكن مع صديقي القديم هيركيول بوارو رجل الترحي البلجيكي السابق .
كان القطار السريع المتجه إلى كاليه شبه فارغ والحقيقة أن أحداً لم يشاركني مقصورتي سوى مسافرة
واحدة . كنت قد غادرت فندقي بشكل عاجل بعض الشيء وعندما بدأ القطار سيره كنت منشغلاً بالتأكد من
من أنني جمعت كل أمتعتي ولم أنس شيئاً في الفندق . حتى ذلك الحين لم أكن قد انتبهت كثيراً لوجود
رفيقة سفري ولكنها الآن قد شدت انتباهي بقوة لوجودها ، إذ قفزت عن مقعدها وأنزلت زجاج النافذة
وأخرجت رأسها لتعود فتدخله بعد لحظات قاذفة بتلك الكلمات القوية : (( تباً )) .
انا رجل من الطراز القديم واعتقد أن النساء يتحلين بالانوثة والرقة ولا اطيق الفتاة الحديثة صاحبة النزوات
التي تقضي يومها بالرقص الصاخب من الصباح للمساء وتدخن كأنها مٍدخنة وتستخدم ألفاظاً تخجل منها بائعات
السمك في سوق بيلنغزغيت !
رفعت بصري عابساً قليلاً لأجد وجهاً جميلاً وقحاً تعلوه قبعة حمراء بهيجة وخصلات من الشعر الاسود الكثيف
تغطي الاذنين قدرت انها لم تتجاوز السابعة عشر إلا قليلاً ولكن وجههها كان مخطى بالمساحيق وكانت
شفتاها مطليتين باللون القرمزي لدرجة لا تكاد تصدق .
لم تحرجها نظرتي أبداً بل ردت عليها ولوت وجهها بشكل معبر وقالت وكأنها تخاطب جمهوراً وهمياً : واخجلتاه
... لقد صدمنا السيد المهذب ! أعتذر عن ألفاظي إنها لا تليق بفتاة مهذبة ولكن آه ياربي لدي سبب وجيه
لذلك ! أتدري أني فقدت أختي الوحيدة ! .
قلت بتهذيب حقاً ياله من أمر مؤسف !
علقت الفتاة قائلة ( معرضة بي ) : إنه يستنهجن ... يستهجن تماماً يستهجن وجودي وقصة أختي . هذا
منتهى الظلم إذ إنه لم يرها .
فتحت فمي لأتكلم ولكنها سبقتني : لا تقل المزيد .. مامن أحد يحبني ! سأذهب للحديقة و آكل الديدان
وأهووو أنني محطمة !
جريمة في ملعب الغولف ...
... الفصل الاول ...
،،، رفيقة سفر ،،،
توجد حكاية مشهورة مفادها أن كاتباً شاباً كان عازماً على أن يجعل افتتاحية قصته قوية وفريدة إلى حد
من شأنه أن يجذب ويأسر انتباه أكثر الناشرين سأماً وتبرماً فقام بتسطير الجملة التالية : " قالت الدوقة : تباً "
والغريب أن حكايتي هذه تبدأ بالأسلوب ذاته إلى حد بعيد باستثناء أن تلك التي أطلقت العبارة لم تكن
دوقة !
كان ذلك يوماً في أوائل شهر حزيران وكنت عائداً من عمل قضيته في باريس مستقلاً قطار الصباح إلى لندن
حيث مازلت أسكن مع صديقي القديم هيركيول بوارو رجل الترحي البلجيكي السابق .
كان القطار السريع المتجه إلى كاليه شبه فارغ والحقيقة أن أحداً لم يشاركني مقصورتي سوى مسافرة
واحدة . كنت قد غادرت فندقي بشكل عاجل بعض الشيء وعندما بدأ القطار سيره كنت منشغلاً بالتأكد من
من أنني جمعت كل أمتعتي ولم أنس شيئاً في الفندق . حتى ذلك الحين لم أكن قد انتبهت كثيراً لوجود
رفيقة سفري ولكنها الآن قد شدت انتباهي بقوة لوجودها ، إذ قفزت عن مقعدها وأنزلت زجاج النافذة
وأخرجت رأسها لتعود فتدخله بعد لحظات قاذفة بتلك الكلمات القوية : (( تباً )) .
انا رجل من الطراز القديم واعتقد أن النساء يتحلين بالانوثة والرقة ولا اطيق الفتاة الحديثة صاحبة النزوات
التي تقضي يومها بالرقص الصاخب من الصباح للمساء وتدخن كأنها مٍدخنة وتستخدم ألفاظاً تخجل منها بائعات
السمك في سوق بيلنغزغيت !
رفعت بصري عابساً قليلاً لأجد وجهاً جميلاً وقحاً تعلوه قبعة حمراء بهيجة وخصلات من الشعر الاسود الكثيف
تغطي الاذنين قدرت انها لم تتجاوز السابعة عشر إلا قليلاً ولكن وجههها كان مخطى بالمساحيق وكانت
شفتاها مطليتين باللون القرمزي لدرجة لا تكاد تصدق .
لم تحرجها نظرتي أبداً بل ردت عليها ولوت وجهها بشكل معبر وقالت وكأنها تخاطب جمهوراً وهمياً : واخجلتاه
... لقد صدمنا السيد المهذب ! أعتذر عن ألفاظي إنها لا تليق بفتاة مهذبة ولكن آه ياربي لدي سبب وجيه
لذلك ! أتدري أني فقدت أختي الوحيدة ! .
قلت بتهذيب حقاً ياله من أمر مؤسف !
علقت الفتاة قائلة ( معرضة بي ) : إنه يستنهجن ... يستهجن تماماً يستهجن وجودي وقصة أختي . هذا
منتهى الظلم إذ إنه لم يرها .
فتحت فمي لأتكلم ولكنها سبقتني : لا تقل المزيد .. مامن أحد يحبني ! سأذهب للحديقة و آكل الديدان
وأهووو أنني محطمة !
ثم دفنت وجهها خلف صحيفة فكاهية فرنسية . وبعد لحظات رأيت عينيها تسترقان النظر إلي من فوق
حافة الصحيفة . ولم أستطع منع نفسي من التبسم وخلال لحظة قذفت الصحيفة جانباً وانفجرت في نوبة
ضحك عالٍ ثم قالت : لقد عرفت أنك لست مغفلاً كما يدل مظهرك . كان ضحكها معدياً إلى الحد الذي لم
أتمالك نفسي معه من مشاركتها ضحكها رغم أني لم أستسغ أبداً كلمة (( مغفل )) .
قالت الفتاة بخبث : اسمع ! نحن الآن أصدقاء ! قل انك آسف بشأن اختي .
- انني حزين لأجلها !
-أنت الآن ولد طيب !
- دعيني أكمل . كنت أود أن أضيف بأنني - رغم حزني لأجلها - أستطيع أن أتدبر أمري بشكل جيد في غيابها
ثم قمت بانحناءة طفيفة .
ولكن هذه الشابة التي يستحيل التنبؤ بردود أفعالها عبست وهزت رأسها قائلة : (( الاستهجان المترفع ))
التي تجيدها تلك ، على موقفك هذا . انظر إلى وجهك ! إنه يقول : " ليست منا " . وانت مصيب في ذلك ...
مع أن التمييز أصبح صعباً جداً هذه الايام . ليس بوسع كل امرئ أن يميز بين الدوقة ونصف الدوقة . حسناً ،
أعتقد أنني صدمتك مرة أخرى ! لعلك أحد مستحاثات المناطق النائية ... أظنك كذلك . رغم أنه لا اعتراض
لي على ذلك ، إذ بوسعنا أن نتحمل وجود البعض من أمثالك ، إلا انني أكره الجريء الصفيق إن رؤيته
تصيبني بالجنون .
وهزت رأسها بعنف .
سألتها مبتسماً : وكيف تبدين عندما تصابين بالجنون ؟
- أصبح شيطانة صغيرة بكل معنى الكلمة لا أهتم بما أقوله أو بما أفعله ! لقد كدت أقتل شاباً ذات يوم .
نعم بالفعل وقد كان يستحق ذلك أيضاً .
قلت متوسلاً : حسناً أرجو ألا يصيبك الجنون معي .
- لا تخف فقد أحببتك أعجبتني من أول لحظة وقعت فيها عيناي عليك ولكن بدا عليك من الاستهجان ما
استبعدت معه تماماً أن نصبح أصدقاء .
- حسناً ، نحن أصدقاء الآن . اخبريني عن نفسك .
- انني ممثلة ولكن .. لا لست من النوع الذي تفكر فيه لقد صعدت خشبة المسرح منذ أن كنت طفلة في
السادسة من عمري ... أطير في الهواء .
قلت حائراً : عفواً ، ماذا قلت ؟
- ألم يسبق لك أن رأيت أطفالاً يقومون بألعاب بهلوانية ؟
- آه فهمت .
- أنا امريكية بالولادة ولكنني قضيت معظم حياتي في انكلترا . ولدينا الآن عرض جديد .
- لديكم ؟
- نعم أنا وأختي من النوع الغنائي الراقص مع قليل من النكات السريعة ووصلة من عملنا القديم إنها فكرة
جديدة تماماً الجمهور يستمتع بها في كل مرة وستحقق دخلاً جيداً .
انحنت صديقتي للأمام وبدأت تتحدث باسترسال فيما كان الكثير من مفرداتها غير مفهوم أبداً بالنسبة لي .
ومع ذلك فقد وجدت نفسي أغالب اهتماماً متعاظماً بها بدت وكأنها مزيج غريب من طفلة وامرأة ومع أنها
كانت دنيوية النزعة تماماً وقادرة -كما قالت - على المحافظة على نفسها إلا أن شيئا ساذجاً إلى حد غريب
كان يميز موقفها أحادي النظرة تجاه الحياة وعزمها الوطيد على (( النجاح )) .
مررنا بمدينة إيمينز وقد أيقظ الاسم الكثير من الذكريات لدي ويبدو أن رفيقتي أحست غريزياً بما يجول في
خاطري إذ قالت : هل تفكر في الحرب ؟
أومأت برأسي بالإيجاب فقالت : أحسب أنك خضت غمارها أليس كذلك ؟
- لقد خضت غمارها طولاً وعرضاً وقد جرحت مرة . وبعد معركة سوم أعفوني وسرحوني نتيجة إصابتي . وأنا
الآن سكرتيراً خاصاً لأحد أعضاء البرلمان .
- يا إلهي ! هذا عمل مفكرين .
- لا ليس كذلك فلا يوجد إلا القليل القليل لأفعله لا يستغرق العمل مني سوى ساعتين يومياً وهو عمل ممل
والحقيقة أنني لا أدري ماذا كنت سأصنع لو لم يكن لدي ما أشغل به وقتي .
- لا تقل لي إنك تجنع الفراشات !
- كلا إنني أتقاسم السكن مع رجل يسليني كثيراً وهو رجل تحري بلجيكي سابق
في لندن ولقي نجاحاً رائعاً . انه حقاً رجل عجيب . لقد برهن اكثر من مرة انه على صواب وان هيئة الشرطة
الرسمية على خطأ .
أصغت رفيقتي وقد اتسعت عيناها اهتماماً ثم قالت : أليس ذلك ممتعاً أنا أموت حباً بقصص الجرائم والافلام
البوليسية ، وعندما تقع جريمة قتل تجدني ألتهم الصحف التهاماً .
- هل تتذكرين قضية ستايلز ؟
- دعني اتذكر .... أهي قضية تلك العجوز التي سمموها في مكان ما قرب إيسيكس ؟
- نعم لقد كانت تلك أول قضية كبيرة يتولاها بوارو ، ومما لا شك فيه أنه لولا بوارو لكان القاتل قد نجا بفعلته
كانت عمليه رائعة من عمليات التحري .
وعلى سبيل التسخين لموضوعي استعرضت أهم النقاط والاحداث في تلك القضية وصولاً الى الحل الناجح
الغير متوقع لها ، وقد اصغت الفتاة للقصة كالمسحورة ، وفي الواقع اننا كنا غارقين في ذلك الحديث بحيث
وصل القطار الى كاليه دون ان نشعر بذلك .
طلبت حمالين ثم نزلنا الى الرصيف . مدت رفيقتي يدها مصافحة وقالت : وداعاً ، سأنتبه لألفاظي بشكل
أفضل في المستقبل .
- آه ، ولكن الن تدعيني أعتني بك على متن المركب ؟
- قد لا استقل المركب علي ان أرى إن كانت أختي تلك قد استقلت أي قطار ولكن شكراً على أية حال .
- آه ، ولكننا سنلتقي ثانية بالتأكيد ، أليس كذلك ؟
ثم صحت وقد استدارت مغادرة : ألن تخبريني ماهو اسمك ؟
التفتت الي وقالت ضاحكة : سندريلا .
ولم افك كثيراً متى وكيف سأرى سندريلا مرة أخرى . الفصل الثاني ...
(( استغاثة ))
في الساعة التاسعة وخمس دقائق في صباح اليوم التالي دخلت غرفة جلوسنا المشتركة لتناول الافطار
كان صديقي بوارو ( المنتظم في مواعيده بالدقيقة والثانية ) يقشر بيضة افطاره الثانية .
انفرجت أساريره لي عندما دخلت وقال : هل نمت جيداً ؟ وهل تعافيت من ذلك العبور الفظيع للبحر ؟
أمر رائع أنك صحوت في وقتك هذا الصباح . اسمح لي ، إن ربطة عنقك غير متسقة ... اسمح لي أن اعيد
تعديلها لك .
لقد وصفت هيركيول بوارو في مناسبة سابقة . إنه رجل ضئيل الجسم الى ابعد الحدود ، لا يتجاوز طوله مئة
وستين سنتيمتراً ذو رأس بيضوي يميل قليلاً إلى الجانب ، وعينين تشعان باللون الاخضر عندما ينفعل
وشاربين عسكريين منتصبين ، واحساس مرهف بالكرامة ! كان أنيقاً مهندم الشكل ، متحمساً للأناقة
والترتيب أياً كان نوعهما ، وكانت رؤية تحفة وضعت بكل مائل أو ذرة غبار أو خطأ بسيط في ملابس أي انسان
تسبب عذاباً لهذا الرجل لا يصبر عليه حتى يشفي نفسه بمعالجة الموضوع . كان (( النظام )) و
(( المنهجية )) شغله الشاغل وقد اعتاد ان ينظر باستخفاف الى الادلة المحسوسة كآثار الاقدام ورماد
لفائف التبغ ... وربما صرح بأن تلك الادلة - اذا ما اخذت بمفردها - لا يمكن ابداً ان تمكن رجل التحري من حل
أية معضلة . وبدلاً من ذلك ، كان من شأنه أن يقرع على رأسه البيضوي برضا سخيف عن الذات ، ويقول
بقناعة وطيدة : " إن العمل الحقيقي يتم هنا ، في الداخل ، في الخلايا الرمادية الصغيرة للدماغ . تذكر
دائماً الخلايا الرمادية يا صديقي " .
أخذت مكاني على الكرسي وقلت متكاسلاً - جواباً على تحية بوارو وملاحظته عن رحلة البحر - إن ساعة
سفر في البحر من مدينة كاليه إلى دوفر لا تكاد تستحق أن نميزها بلفظة من طراز (( فظيع )) ... ثم سألته :
هل وصلت أية رسائل مثيرة بالبريد ؟
هز بوارو رأسه بعدم قناعة وقال : لم أطلع بعد على بريد اليوم ، ولكن لايصل شيء يثير الاهتمام في هذه
الايام . إن المجرمين العظام ... المجرمين ذوي (( المنهجية )) ... لم يعد لهم وجود !
ثم هز رأسه باكتئاب ، فيما انفجرت انا ضاحكاً وقلت : هيا ، ابتهج يا بوارو ، لابد ان يتغير الحظ . افتح رسائلك
فما يدريك : لعل قضية كبرى تلوح في الافق .
ابتسم بوارو واخذ سكين فتح السائل وفض بها اطراف المغلفات العديدة امامه ، ثم أخذ يستعرضها : هذه
فاتورة ، وهذه فاتورة اخرى . يبدو انني اصبحت مسرفاً في شيخوختي . آهاه ! رسالة من جاب .
- نعم ؟
قلت ذلك وقد انتصبت اذناي فقد كان جاب - المفتش في شرطة سكوتلانديارد - كثيراً ما يقدم لنا قضاياه
المثيرة .
- انه يشكرني فقط ( بأسلوبه الخاص ) على نصيحة صغيرة في قضية أبرسويث تمكن من خلالها من الاهتداء
للطريق الصحيح . يسرني أنني كنت ذا فائدة له .
واستمر بوارو في استعراض رسائله بهدوء ، ثم قال : وهذه دعوة لي لإلقاء محاضرة في الفرع المحلي
لجمعية فتيان الكشافة . وستكون كونتيسة فورفانوك ممتنة لو مررت لرؤيتها ... لا شك أنها فقدت قطة
مدللة أخرى ! والآن الى الرسالة الاخيرة . آه ....
رفعت نظري اليه إذ سرعان ما لاحظت التغيير في نبرة صوته . كان بوارو يقرأ بانتباه . وبعد دقيقة ناولني
الورقة وقال : هذه خارجة عن المألوف يا صديقي ... اقرأها بنفسك .
كانت الرسالة مكتوبة على ورق أجنبي بخط مميز ثخين :
فيلا جينيفييف
ميرلينفيل ، سور ميل ، فرنسا .
سيدي العزيز ،
إنني بحاجة الى خدمات رجل تحر ، ولا اريد - لأسباب سأشرحها لك لاحقاً - أن أستدعي الشرطة الرسميين
لقد سمعت عنك من أطراف مختلفة ، وكل التقارير تفيد بأنك لست رجلاً ذا مقدرة عاليه فحسب ، بل أنك
- أيضاً - رجل يعرف كيف يكون كتوماً . لا أريد ان أئتمن البريد على التفصيلات ، ولكنني - بسبب سر أحتفظ به -
عرضة لخوف يومي على حياتي . انني مقتنع بأن الخطر داهم وعظيم ، ولذلك أتوسل اليك أن لا تضيع وقتاً
في القدوم الى فرنسا . سأرسل سيارة لاستقبالك في كاليه ان ابرقت لي بموعد وصولك ، ساكون ممتناً
ان تركت كل القضايا التي تشغلك حالياً وكرست نفسك تماماً لمصلحتي . وانا مستعد لدفع اي تعويض
يتطلبه الامر . وربما احتجت الى خدماتك لفترة طويلة ، إذ قد تستدعي الضرورة سفرك الى سانتياغو
حيث قضيت سنوات عديدة من عمري . وسوف اكون راضيا بطلبك انت لأية أجور تريدها .
وأؤكد لك مرة أخرى ان القضية ملحة .
المخلص : ب . ت . رينو
وتحت التوقيع كان سطر تمت خربشته على عجل بحيث لا يكاد يفهم : " بالله عليك تعال " . أعدت الرسالة الى بوارو وقد تسارعت نبضات قلبي وقلت : أخيراً هاهي قضية خارجة بالتأكيد عن المألوف.
قال بوارو متأملاّ : نعم , حقاً
- أنت ذاهب بالطبع .
أومأ بوارو برأسه بالايجاب .. كان يفكر بعمق ..وأخيراً بدا وكأنه قد عزم امره .. نظر إلى الساعة ووجهه طافح بالجدية والتجهم , وقال
- اسمع يا صديقي ليس لدينا وقت نضيعه .. ان القطار السريع باتجاه اوروبا يغادر من محطة فكتوريا في الساعة الحادية عشرة , لا تبلبل نفسك , فلدينا الكثير من الوقت , ويمكن أن نقضي 10 دقائق فالنقاش.. إنك آتٍ معي أليس كذلك ؟
- حسناً إن ......
- لقد أخبرتني بنفسك أن رئيسك لا يحتاجك خلال الأسابيع القليلة القادمة.
- أوه , هذا صحيح , ولكن السيد رينو يلمح بقوة الى أن قضيته خاصة وسريّة.
- هيا...هيا... سأتدبر أمر السيد رينو , وبالمناسبة يبدو لي أنني أعرف هذا الإسم .
- في أمريكا الجنوبية مليونير شهير يحمل اسم رينو ,لا أدري إن كان هو نفسه.
- بالتأكيد ... ذلك يفسر ذكر مدينة سانتياغو , فسانتياغو في تشيلي وتشيلي بأمريكا الجنوبية ! آه ... ها نحن نتقدم بشكل رائع ! هل رأيت العبارة التي وضعها في حاشية رسالته ؟ ماذا استرعى انتباهك فيها ؟
- فكرت قليلاً ثم قلت: من الواضح أنه كتب الرسالة وهو محتفظ تماماً برباطة جأشه, ولكنه فقد السيطرة على نفسه في النهاية وقام – من وحي اللحظة – بخربشة تلك الكلمات اليائسة الثلاث.
- ولكن صديقي هز رأسه بقوة مستبعداً رأيي وقال : أنت مخطيء... ألم ترَ أن حبر توقيعه يكاد يكون أسود , في حين أن لون حبر تلك العبارة في الحاشية باهتٌ تماماً.
- قلت حائراً , حسناً والمعنى؟
- يا إلهي استخدم خلايا دماغك الرماديه يا صديقي , أليس الأمر واضحاً؟.. لقد كتب السيد رينو رسالته ...ثم أعاد قراءتها بامعان قبل أن يجفف حبرها بالورق النشاف , ثم قام عامداً بعد ذلك بإضافة تلك الكلمات الأخيرة ثم نشفها.
- ولكن لماذا؟
- لكي تخلف لدي الرسالة ذلك التأثير الذي خلفته لديك. - ماذا؟
- نعم ... حتى يضمن حضوري ! لقد أعاد قراءة الرسالة ولم يقتنع بها , لأنها لم تكن قوية بما فيه الكفاية.
سكت قليلاً , ثم أضاف بهدوء وعيناه تشع بذلك البريق الأخضر الذي يدل دوماً على حماسة داخلية : ولذلك يا صديقي .. طالما أن تلك الحاشية لم تتم إضافتها عرضاً ومن وحي اللحظة , بل بكل تعقل وهدوء , فإن قضيتة ملحه وعاجلة جداً وينبغي أن نصل إليه في أسرع وقت ممكن.
تمتمت متأملاً : ميرلينفيل .... أعتقد أنني سمعت بها.
أومأ بوارو موافقاً وقال: إنها بلدة صغيرة تماماً ,,, ولكنها جميلة عند منتصف الطريق تقريباً بين بولون وكاليه .. أحسب أن للسيد رينو منزلاً في انكلترا أليس كذلك؟
- نعم في روتلاندغيت كما أذكر , كما أن له بيتاً ضخماً في الريف, في مكان ما من هيرتفورشير ولكنني لا أعرف في الواقع الا القليل عنه , فهو ليس من النمط الاجتماعي كثيراً , أحسب أن لديه مصالح أمريكيه في سوق لندن , وقد قضى معظم حياته في تشيلي والأرجنتين.
- حسناً سنسمع كل التفاصيل من الرجل نفسه .. هيا دعنا نحزم حقائبنا .. حقيبة صغيرة لكل منا , ثم نستقل سيارة أجرة إلى محطة فكتوريا .
في الساعة الحادية عشرة غادرنا محطة فكتوريا في طريقنا الى دوفر وان بوارو قد أبرق قبل مغادرتنل الى السيد رينو محدداً وقت وصولنا الى كاليه.
كنت أعرف طبيعة صديقي بوارو عندما يسافر بحراً , بحيث تجنبت التدخل في خلوته , كان الطقس رائعاً , والبحر أهدأ من بركة الطاحون التي تضرب بهدوئها الامثال , ولذلك لم أعجب أبداً عندما جاءني بوارو مبتسماً عند نزولنا في كاليه , وهناك كانت بانتظارنا خيبة أمل , إذ لم يتم ارسال سيارة لاستقبالنا , ولكن بوارو عزا ذلك الى تأخر نقل برقيته .
قال مبتهجاً : سنستأجر سيارة أجرة.
وبعد بضع دقائق كنا نترجرج ونتضعضع باتجاه ميرلينفيل في أعتق وأكل سيارة يمكن أن تعمل على تلك الطرقات , كانت معنوياتي في أوجها , ولكن صديقي الضئيل كان يراقبني بجدية واكتئاب وقال:
- انك تذكرني ياهستينغز بتلك الكلمة التي يقولها الاسكتلنديون عندما يرون شخصاً بالغ النشاط والحماس فيأخذون ذلك على أنه النشاط الذي يسبق الموت , فيقولون أنه مقدور .. إن شكلك ينذر بكارثة.
- هراء.. أنت على كل حال لا تشاركني مشاعري.
- كلا ... ولكنني خائف !
- خائف! مم؟
- لا أدري .. ولكنني أحس بنذرٍ داخلية ... لا أدري لماذا !... لدي احساس بأن هذه القضية ستكون قضية كبرى ومشكلة طويلة متعبة لن يكون من السهل حلها .
كان بودي أن استفسر منه أكثر من ذلك .. ولكننا كنا قد بدأنا ندخل بلدة ميرلينفيل الصغيرة .. وتمهلنا قليلاً لكي نسأل عن الطريق الى فيلا جينيفييف.
- الى الامام مباشرة أيها السيد عبر البلدة , ان فيلا جينفييف تبعد حوالي نصف ميل الى الجانب الآخر , لن تجدوا صعوبة في الاهتداء اليها , انها فيلا ضخمه تطل على البحر.
شكرنا الرجل الذي دلنا , وتابعنا سيرنا تاركين البلدة خلفنا .. وبعد أن تجاوزنا مفترق طرق مرة أخرى .. وجدنا فيلا صغيرة ,, أصغر وأكثر تهدماً من أن تكون بغيتنا.. وفيما كنا ننتظر فتح باب تلك الفيلا ..
خرجت منها فتاة .. وفلاح جاء باتجاهنا ,, وقد أطل السائق برأسه وسأله إن كانت هذه الفيلا هي المنشودة ...
فقال : مجرد خطوات على هذا الشارع الى اليمين ياسيد ... كان بوسعك أن تراها لولا هذا المنحنى .
شكره السائق وسار في طريقه ... افتتنت عيناي بتلك الفتاة التي وقفت ساكنة تراقبنا , كانت طويلة جداً وشعرها الذهبي يتلألأ في ضوء الشمس , وأقسمت لنفسي بأنها واحدة من أجمل الفتيات اللاتي رأيتهن في حياتي ... وفيما تقدمنا في الطريق الوعر أدرت رأسي لأتابعها بنظري وهتفت:
- بالله عليك يا بوارو , هل رأيت تلك الحورية الشابة؟
- رفع حاجبيه بدهشة: هل بدأت ! اكتشفت حورية بهذه السرعه!
- دعك من هذا كله ... أليست حورية؟
- ربما ,,, لم ألحظ تلك الحقيقة.
- ولكنك انتبهت للفتاة دون شك!
- يا صديقي نادراً ما يرى شخصان الشيء نفسه ... أنت مثلاً رأيت حورية أما أنا .......
- نعم ؟ أما أنت ..
- أنا لم أرَ الا فتاة ذات عينين قلقتين !
في تلك اللحظة اقتربت سيارتنا من بوابة ضخمة خضراء , وأمام البوابة وقف رقيب من شرطة البلدة .. ورفع يده لايقافنا قائلاً: ليس بوسعكم العبور أيها السادة.
صحت أنا : ولكننا نريد رؤية السيد رينو ... إن لدينا موعداَ معه .. أليست هذه الفيلا التي يسكنها ؟
- نعم ياسيدي ... ولكن ....
قفز بوارو من مقعده وقال : ولكن ماذا؟؟
- لقد قتل السيد رينو هذا الصباح !! | |
| | | شهرزاد الجنوب إدارة
معـلـومـاتي الجنس : الإنتساب : 23/10/2009
| موضوع: رد: جريمة ملعب الجولف الخميس ديسمبر 31, 2009 9:30 pm | |
| ياللا جولييت لا تطولين علينا ممنتظرين الباقي | |
| | | مشاكسة إدارة عـــامة
معـلـومـاتي الجنس : الإنتساب : 21/09/2009 مكاني : حيث اكون ..
| موضوع: رد: جريمة ملعب الجولف الجمعة يناير 01, 2010 7:07 am | |
| مشكورة الله يعطيك العافية | |
| | | جولييت الجنوب إدارة
معـلـومـاتي الجنس : الإنتساب : 23/10/2009 مكاني : في ارض الله الواسعه
| موضوع: رد: جريمة ملعب الجولف الجمعة يناير 01, 2010 9:47 pm | |
| الفصل الثالث:
في فيلا جينيفييف
خلال لحظة قفز بوارو من السيارة وعيناه تشتعلان انفعالاً وقال : ما الذي تقوله؟ قتل ؟ كيف ؟ متى؟
شدّ الرقيب قامته وقال: لا أستطيع الإجابة عن أية أسئلة يا سيدي .
قال بوارو : " صحيح فهمت " ثم فكر لحظة وسأله: إن مفوض الشرطة في الداخل دون شك أليس كذلك؟
- نعم يا سيدي.
أخرج بوارو بطاقة وكتب عليها بضع كلمات وقال : هاك هل تتلطف بارسال هذه البطاقة الى المفوض فوراً؟
أخذها الرجل ثم أدار وجهه وأطلق صفرة , وسرعان ماجاءه زميل له فسلمه بطاقة بوارو , وبعد انتظار بضع دقائق خرج رجل قصير بدين ذو شارب ضخم وتقدم – هادراً – من البوابة حيّاه الرقيب وتنحى جانباً. صاح القادم الجديد: عزيزي السيد بوارو لكم تسرني رؤيتك! إن وصولك جاء في وقته تماماً.
انفرجت اسارير بوارو وقال: السيد بيكس ! إنني حقاً مسرور لرؤيتك. ثم أشار إليّ وقال : هذا أحد أصدقائي الأنكليز , الكابتن هيستنغز...... أقدم لك السيد لوسيان بيكس.
انحنينا انا والمفوض لبعضنا البعض بطريقة احتفالية , ثم استدار السيد بيكس ثانية الى بوارو وقال:
يا عزيزي انني لم ارك منذ اربع عشرة سنة , منذ تلك المناسبة في اوستند , هل لديك معلومات ممكن أن تفيدنا؟
- ربما كنت تعرفها أساساً ... هل علمتم أنه تم استدعائي؟ - كلا , من الذي استدعاك؟
- الرجل القتيل , يبدو أنه كان يعرف أن محاولة تجري لقتله , ولكنه مع الأسف تأخر كثيراً في استدعائي.
صاح الفرنسي : هذا مدهش ! اذن فقد كان يتنبأ بمقتله , ان هذا يبطل نظرياتنا الى حدٍ بعيد ! ... ولكن أدخل
فتح البوابة وانطلقنا نحو البيت بينما استمر السيد بيكس في كلامه :
ينبغي أن نبلغ قاضي التحقيق السيد هوتيه , فوراً بذلك , لقد أكمل لتوه تفحص مسرح الجريمة , وهو علو وشك البدء باستجوابة.
سأله بوارو: متى ارتكبت الجريمة؟
- لقد تم اكتشاف الجثة في حوالي الساعة التاسعة صباحاً , وتظهر شهادة السيدة رينو ,, وكذلك شهادات الأطباء أن الوفاة قد حدثت في حوالي الساعة الثانية صباحاً .. ادخل رجاءً
كنا قد وصلنا الى الدرج الذي يفضي الى الباب الامامي للفيلا , وفي الصالة كان يجلس رقيب آخر نهض لدى رؤيته للمفوض .. سأله المفوض بيكس:
- أين السيد هوتيه الآن؟
- في الصالون يا سيدي.
فتح السيد بيكس باباً على ميسرة الصالة فعبرناه , كان السيد هوتيه ومساعده يجلسان الى طاولة ضخمة مستديرة , رفع الأثنان أنظارهما الينا , فقام المفوض بالتعريف بنا وشرح الهدف من وجودنا.
كان قاضي التحقيق السيد هوتيه , رجلاً طويلا نحيلا كئيبا ذا عينين سوادوين نفاذتين , ولحية رمادية قصت بشكل مرتب واعتاد أن يداعبها اثناء كلامه , وكان يقف قرب رف الموقد رجل كهل ذو كتفين منحنيين قليلا تم تقديمه لنا على أنه الدكتور ديوران.
عندا انهى المفوض حديثه علق السيد هوتيه قائلاً : هذا غريب جداً هل الرسالة هنا معك أيها السيد؟
سلمه بوارو الرسالة وقرأها قاضي التحقيق ثم قال: هممممم...... أنه يتحدث عن سر , كم هو مؤسف أنه لم يوضح أكثر من ذلك.. اننا مدينون لك كثيراً يا سيد بوارو انني آمل أن تمنحنا شرف المساعدة في تحقيقاتنا .... أم أنك مظطر للعودة الى لندن؟
قال بوارو: سيدي القاضي إنني أنوي البقاء , أنا لم أصل في وقت يسمح لي بمنع قتل موكلي , ولكنني أشعر أنه سيكون شرفاً لي أن اكشف قاتله.
- لا بد أن السيدة رينو ستتمنى دون شك المحافظة على خدماتك لها , نحن ننتظر الآن السيد جيرو من دائرة الأمن في باريس , انه على وشك الوصول , وانا واثق أنكما ستكونان انتما الاثنين قادرين على مساعدة بعضكما البعض في تحقيقاتكما , وفي هذه الأثناء أرجو أن تشرفني بحضورك لاستجواباتي , ولعله من نافلة القول أن أؤكد أن أية معونة تطلبها ستكون تحت تصرفك.
- اشكرك يا سيدي أنت تعرف أنني أجهل حالياً كل شيء تماماً لا أعرف أي شيء عن القضية.
وأومأ السيد هوتيه الى المفوض فتولى الأخير الحديث:
صباح اليوم وجدت الخادمة العجوز فرانسوا – عند نزولها لتبدأ عملها – الباب الأمامي نصف مفتوح , فشعرت بذعر من احتمال دخول لصوص الى البيت , فقد ألقت نظرة الى غرفة الطعام , ولكنها وجدت أواني الفضة في مكانها , فلم تلق بالاً للموضوع , واستنتجت بأن سيدها قد نهض مبكراً دون شك وخرج ليتمشى.
قال بوارو: اعذرني على المقاطعة ولكن هل كان ذلك من عاداته؟
- كلا ولكن العجوز فرانسوا لديها تلك الفكرة الشائعه من أن الانكليز مجانين , ومستعدون للقيام بأغرب التصرفات في أي وقت ! في غضون ذلك ذهبت خادمة شابة تدعى ليوني لتدعو سيدتها كالعادة , فذهلت اذ وجدتها مكممه مقيدة وفي نفس الوقت تقريباً جاء خبر مفاده ان جثة السيد رينو قد اكتشفت وقد فارقتها الروح مع طعنات في الظهر.
- أين وجدت؟
- هذه واحدة من أغرب سمات هذه القضية , فقد كانت الجثة ياسيد بوارو ملقاه ووجهها للاسفل في قبر مفتوح !
- ماذا ؟؟!!!!
- نعم , كانت الحفرة قد حفرت لتوها ... على بعد بضعة أمتار فقط خارج حدود حديقة الفيلا.
- وكم كان قد قضى على موته؟
- اجاب الدكتور ديوران: لقد فحصت الجثة صباح اليوم في الساعة العاشرة , ولا بد ان الوفاة قد حدثت قبل ذلك بسبع ساعات على الاقل وربما 10 ساعات.
- امممم اي لن وقت الجريمة ما بين الساعه 12 الى الساعه الثالثة صباحاً.
- بالضبط , والدليل المتعلق بالسيدة رينو يحدد الجريمة في حوالي الساعة الثانية صباحاً.
- فقال المفوض: تم تحرير السيدة رينو من الحبال التي تلتف حولها على يد الخذم اللذين أصابهم الرعب , وكانت في حالة فظيعة من الضعف كادت تصل حد الاغماء من الم قيودها , ويبدو أن رجلين مقنعين قد دخلا غرفة النوم , فكمماها وربطاها , بينما اختطفا زوجها بالقوة (وقد عرفنا ذلك بشكل غير مباشر من الخدم ) ولدى سماعها النبأ المأساوي انهارت فوراً وأصيبت بحالة مخيقة من الهياج مما حمل الدكتور ديوران على اعطائها منوما فور وصوله, ولم نستطع بعد استجوابها , ولكن لا شك أنها ستصحو أكثر هدوءاً بحيث تتحمل ضغط التحقيق.
- سأل بوارو : من هم ساكنو البيت ؟
- العجوز فرانسوا مدبرة المنزل وقد عاشت لسنوات طويلة مع المالكين السابقين لهذة الفيلا , وشابتان شقيقتان دينيس وليوني , بيتهما في ميرلينفيل , وهما ابنتان لابوين محترمين جداً , والسائق الذي أحضره السيد رينو معه من انكلترا , ولكنه مسافر في اجازه , واخيراً السيدة رينو وابنها جاك رينو وهو ايضاً مسافر في الوقت الحاضر.
نادى السيد هوتيه : مارشو !
ظهر له رقيب البلدة فقال له قاضي التحقيق :أحضر فرانسوا. حيّاه الرجل واختفى ليعود بعد قليل ومعه فرانسوا الخائفة.
- القاضي : اسمك فرانسوا أريشيه؟
- نعم يا سيدي.
- هل خدمت لفترة طويله في الفيلا؟
- 11 سنه مع المالكة القديمة وعندما باعت الفيلا الربيع الماضي وافقت على البقاء مع الانكليزي لم أتصور أبداً .....
- قاطعها القاضي: صحيح ... صحيح ... والآن فيما يخص مسألة الباب الأمامي , على من كانت مسؤولية قفله ليلاً؟
- أنا يا سيدي , وأنا اشرف على ذلك بنفسي تماماً. - وفي الليلة الماضية؟
- قفلته كالعادة.
- أأنت متأكدة؟
- أقسم على ذلك يا سيدي.
- في أية ساعة كان ذلك؟
- الوقت المعتاد 10 ونصف يا سيدي.
- وماذا عن باقي ساكني البيت هل أووا للنوم؟
- كانت السيدة قد ذهبت للنوم قبل ذلك, وقد صعدت دينيس وليوني للنوم معي , وكان السيد مايزال في مكتبه.
- إذن فأن كان أحدكم قد فتح الباب بعد ذلك فلا بد أن يكون السيد رينو نفسه , أليس كذلك؟
- ولماذا يفعل ذلك ... مع مرور اللصوص والقتلة في كل دقيقة ؟ فكرة غريبة ! لم يكن سيدي مغفلاً , ولايبدو انه اضطرلإخراج السيدة.......
- قاطعها القاضي بحده: السيدة ؟ أية سيدة تعنين؟
- السيدة التي جاءت لرؤيته.
- وهل جاءت سيدة لرؤيته في ذلك المساء؟
- نعم ... وفي الكثير من الأمسيات الأخرى.
- من هي؟ هل تعرفينها؟
- وقالت متذمرة: وكيف لي أن أعرف من هي ؟ لم أكن أنا التي أدخلتها للبيت ليلة أمس.
- صاح القاضي وهو يضرب الطاولة بقبضته: أتريدين العبث مع الشرطة؟ انني أطلب منك أن تخبرني الآن من هي السيدة التي جاءت لزيارة السيد رينو ليلة أمس؟
- قالت متبرمة: الشرطة... الشرطة ... لم يخطر لي أبداً أنه سيكون لي شأن مع الشرطه , ولكنني أعرف من هي ... أنها السيدة دوبرية.
- صدرت عن المفوض آهة تعجب وبدا وجهه في غاية الدهشة وقال: السيدة دوبرية ...الساكنة في فيلا مارغريت في اسفل الطريق؟
- نعم ... هذا ما عنيته ,, أنها امرأه جميله. ثم لوت وجهها بازدراء.
تمتم المفوض: السيدة دوبرية .. مستحيـل !
قالت فرانسو شاكية : نعم , هذا كل ما يناله المرء من قول الحقيقة.
قلا القاضي مسترضياً لها : أبداً أبداً , لقد اندهشنا هذا كل ما في الأمر , اذن فالسيدة دوبرية والسيدة رينو كانا .....؟؟
سكت بشكل موحٍ ثم سأل : إيه؟ أكان الأمر كذلك؟
- وكيف لي أن أعرف؟ لقد كان سيدي انكليزياً وغنياً جداً والسيدة دوبرية فقيرة ... وجميلة جداً .. كانت تعيش بهدوء مع ابنتها , ولا شك أبداً أنها كانت ذات تاريخ ! , انها لم تعد شابة صغيرة , ولكن ماذا في ذلك ؟ أنا شاهدت رؤوس الرجال تلتفت وراءها وهي تمشي في الشارع , وفوق ذلك فقد جاءتها أموال طائلة في الفترة الأخيرة , والبلدة كلها تعرف ذلك ... لقد انتهى عصر الاقتصاد والتقتير.
- نقر السيد هوتيه على لحيته ثم سأل أخيراً : والسيدة رينو.... كيف تصرفت مع هذه الصداقة؟
- لقد كانت دوماً في غاية اللطف ... وغاية الأدب ... ومن شأن المرء أن يقول انها لم تشك بشيء .. ولكن مع ذلك كله , ليس هكذا يعاني القلب ... لقد راقبت سيدتي يوماً بعد يوم .. وهي تزداد شحوباً ونحولاً ... لم تعد نفس المرأة التي وصلت الى هنا قبل شهر , وسيدي أيصاً تغير , كان لديه هو الآخر قلقه , كان بوسع المرء أن يرى أنه على شفا أزمة عصبية , ومنذا يعجب لذلك بوجود علاقة تجري بهذة الطريقة؟ دون أية مداورة ودون تكتم ... أسلوب انكليزي دون شك !
- أتقولين أن السيد رينو لم يضطر لاخراج السيدة دوبرية؟ هل غادرت اذن؟
- نعم يا سيدي .. لقد سمعتهما يخرجان من المكتب , ويذهبان الى الباب وقال لها السيد ليلة سعيدة ثم أغلق الباب خلفها.
- في اي وقت كان ذلك؟
- حوالي العاشرة وخمس وعشرين دقيقة
- هل تعرفين متى ذهب السيد رينو للنوم؟
- سمعته يصعد بعد حوالي 10 دقائق بعد صعودنا , ان الدرج يصدر صريراً لذلك فمن الممكن سماع صوت أي شخص يصعد او ينزل منه.
- أهذا كل شيء ؟ الم تسمعي صوت فوضى خلال الليل؟
- أبداً يا سيدي.
- اي الخدم كان أول النازلين صباحاً؟
- انا يا سيدي وقد رأيت الباب فوراً وهو يتأرجح مفتوحاً.
- وماذا عن بقية النوافذ أكانت كلها مغلقة؟
- نعم . ولم أر أي شيء يبعث على الريبة أو في غير محله.
- حسناً يا فرانسوا يمكنك الذهاب.
تحركت العجوز الى الباب وعند العتبة التفتت وقالت:
سأقول لك شيئاً واحداً يا سيدي ان تلك السيدة دوبرية امرأة سيئة تذكر ذلك.
ثم خرجت وهي تهز رأسها بوقار.
نادى قاضي التحقيق: ليوني أولار.
ظهرت ليوني غارقة بدموعها , تميل الى الهستيريا , وقد تعامل معها السيد هوتيه بشكل مباشر , كانت شهادتها تتعلق بشكل رئيس باكتشافها لسيدتها مقيدة مكممة, الأمر الذي وصفته بشيء من المبالغة, وقد قالت كما قالت فرانسوا بأنها لم تسمع شيئاً خلال الليل.
وقد تبعتها دينيس اختها التي وافقت على أن سيدها قد تغي كثيراً مؤخراً وقالت:
- في كل يوم يزداد نكدا أكثر فأكثر, ويقل طعامه وكان دوماً مكتئباً, مامن شك أن المافيا كانت في أثره !! رجلان مقنعان ... ماذا يمكن أن يكون ذلك غير المافيا .... انها عصابة فضيعة!!
- قال القاضي على سبيل التهدئة: هذا ممكن بالطبع, والآن يا فتاتي هل انت التي أدخلتي السيدة دوبرية ليلة أمس؟
- ليس ليلة امس بل الليلية التي قبلها.
- ولكن فرانسوا أخبرتنا لتوها بأن السيدة دوبرية كانت هنا ليلة أمس؟
- كلا ياسيدي , لقد جاءت سيدة بالفعل, ولكنها لم تكن السيدة دوبرية.
ألح القاضي في السؤال وقد اندهش لذلك ولكن الفتاة بقيت ثابتة على موقفها , قالت انها تعرف شكل لاسيدة دوبرية تمام المعرفة , وقد كانت هذه السيدة سمراء أيضاً , ولكنها اقصر من السيدة دوبرية , وأصغر منها فالعمر بكثير , وما كان شيء ليزحزحها عن موقفها.
سألها القاضي: هل سبق أن رأيتي تلك السيدة قط؟
- لا يا سيدي , ولكنني أظنها انكليزية.
- انكليزية؟
- نعم , لقد سألت عن السيد رينو بفرنسية جيدة تماماً , ولكن اللهجة ... مهما كانت طفيفة يستطيع المرء تمييزها , وفوق ذلك فعندما خرجا من المكتب كانا يتكلمان الانكليزية.
- هل سمعتي ماقالاه؟ أعني هل استطعتي فهمه؟
- قالت بكبرياء انني اتكلم الانكليزية بطلاقة, كانت السيدة تتكلم بشكل سريع جداً , لم استطع فهم ما قالته , ولكنني سمعت آخر الكلمات التي قالها سيدي وهو يفتح الباب.
سكتت قليلاً ثم كررت ما سمعته بحرص وبمشقة وبانكليزية ركيكة: نعم..نعم..ولكن بالله عليكي اذهبي الآن.!
كرر القاضي الجملة وراءها .. ثم أخرجها وبعد لحظات من التفكير عاد فاستدعى فرانسوا وسألها فيما اذا كانت قد أخطأت في تحديد الليلة التي زارتهم بها السيدة دوبرية , ولكنه أكدت انها هي التي اتت الليلة الماضية دون أدنى شك وأن دينيس تريد أن تعطي لنفسها أهمية هذا كل مافي الأمر !
ولذلك فقد لفقت تلك القصة حول قدوم سيدة غريبة , كما ارادت ان تستعرض انكليزيتها ايضاً
وربما لم يقل السيد تلك العبارة بالانكليزية أبداً وحتى لو قالها فهي لا تثبت شيئاً , فالسيدة دوبرية تتكلم الانكليزية بشكل تام, وكانت تستخدمها عادة في التحدث مع السيد والسيدة رينو ,
ثم أنهت حديثها بقولها : ان السيد جاك ابن السيد رينو كان دوماً يتكلم الانكليزية , وهو يتكلم الفرنسية بشكل سيء تماماً.
لم يهتم القاضي لملاحظتها الاخيرة بل سأل عن السائق وعلم ان السيد رينو قد أعلن بالأمس فقط أنه لن يحتاج الى استخدام السيارة غالباً , وان من الافضل لماسترز أن يأخذ اجازة.
كانت تقطيبة قد تجمعت بين عيني بوارو فسألته : مالأمر؟
هز رأسه وطرح سؤالاً: اعذرني يا سيد بيكس , ولكن لاشك أن بمقدور السيد رينو أن يقود السيارة بنفسة؟
نظر المفتش الى فرانسوا التي أجابت: كلا, السيد لا يقود السيارة بنفسه.
ازدادت تقطيبة بوارو عبوساً , فقلت له بصبر نافذ: ليتك تخبرني بما يقلقك؟
- ألا ترى ؟ لقد تحدث السيد رينو في الرسالة عن ارسال سيارة لانتظاري في كاليه.
- ربما قصد سيارة مستأجرة؟
- ربما كان الأمر كذلك ؟ ولكن لماذا أستأجر سيارة عندما تكون لدي سيارتي الخاصة؟؟ ولماذا اختيار الأمس لارسال السائق في اجازة .. فجأة !... ومن وحي اللحظة؟ أيكون ذلك لأنه أراد –لسبب ما- أن يبعد السائق عن الطريق قبل أن نصل نحن؟!! الفصل الرابع: رسالة بتوقيع بيلا .
كانت فرانسو قد غادرت الغرفة , وكان القاضي ينقر على الطاولة متأملاً وأخيراً قال: سيد بيكس , ان لدينا هنا شهادتين متناقضتين تماماً , فمن الذي نصدقه ؟فرانسو أم دينيس؟
قال المفوض باصرار : دينيس فهي التي أدخلت الزائرة ,ان فرانسو عجوز عنيدة والواضح أنها تكره السيدة دوبرية , وفوق ذلك فأن معرفتنا تميل الى اثبات ان السيد رينو كان مرتبطاً بأمرأه أخرى .
صاح هوتيه : يا إلهي لقد نسينا ان نخبر السيد بوارو بذلك.
بحث بين الاوراق على الطاولة ثم سلم الورقة التي كان يبحث عنها الى صديقي قائلاً : هذه الرسالة يا سيد بوارو وجدناها في جيب الروب الذي ارتداه القتيل فوق ثياب النوم .
أخذها بوارو وفتحها , وقد كانت قديمة وجعدة بعض الشيء ومكتوبة بالانجليزي بخط بدائي الى حد ما :
يا أعز الناس: لماذا لم تكتب لي طوال الوقت ؟ انت مازلت تحبني أليس كذلك؟ لقد اصبحت رسائلك مؤخراً مختلفة تماماً .. باردة وغريبة .. والآن يأتي هذا الصمت الطويل ... وهذا يخيفني ,,, ان كان لك ان تتوقف عن حبي فانني لا اعرف ماذا افعل ,, ربما قتلت نفسي ! .. لا استطيع العيش من دونك .. أحياناً أتخيل أن امرأه أخرى تدخل بيننا .. دعها تحترس هذا كل ما أقوله ... وكذلك الأمر بالنسبة لك أيضاً!!! ... فأنني أفضل قتلك .. على تركها تحصل عليك! .. وأنني أعني ذلك .. ولكن لا عليك اني اكتب هراءً متبجحاً , فأنت تحبني .. وأنا أحبك .. نعم .. أحبك .. أحبك .. حبيبتك : بيلا .
لم يكن على الرسالة عنوان او تاريخ .. وقد أعادها بوارو وهو متجهم الوجه وقال : وماهو الافتراض؟
رفع قاضي التحقيق كتفيه حيرة وقال: من الواضح أن السيد رينو كان متورطاً مع هذه السيدة الانكليزية .. بيلا وقد جاء الى هنا فقابل السيدة دوبرية, وبدأ علاقة معها ... لذلك أصبح بارداً مع الأخرى .. وقد ارتابت فوراً بوجود شيء.. ان في هذه الرسالة تهديداً واضحاً , سيد بوارو ان القضية تبدو في اول نظرة في غاية البساطة :
الغيرة ! تبدو حقيقة طعن السيد رينو في الظهر وكأنها تشير تحديداً الى انها جريمة ارتكبتها امرأه.
أومأ بوارو برأسه وقال : الطعن في الظهر .. نعم .. أما القبر لا ... فهو يتطلب جهداً شاقاً وعملاً مضنياً ... ما من امرأة يمكن أن تحفر ذلك القبر يا سيدي .. فهذا فعل رجل .
هتف المفوض: نعم أنت على حق .. لم نفكر في ذلك.
استمر السيد هوتية يقول : كما قلت فإن القضية تبدو واضحة للوهلة الاولى, ولكن الرجلين المقنعين والرسالة التي تلقيتها من السيد رينو .. كل هذا يعقد الامور .. اذ يبدو أن لدينا هنا مجموعة ظروف تختلف تماماً .. ولا علاقة لها بالظروف النسائية المشار أليها ,, بالنسبة للرسالة التي ارسلت اليك .. هل ترى انها من الممكن ان تشير بأي طريقة الى هذه المرأة بيلا؟ وتهديداتها ؟
هز بوارو رأسه بالنفي وقال: صعب جداً , ليس من شأن رجل كالسيد رينو خاض حياة مغامرة في أماكن نائية أن يطلب الحماية بسبب أمرأة.
أومأ قاضي التحقيق برأسه بشيء من التأكيد وقال : أنها وجهة نظري تماماً , اذن فأن علينا أن نبحث عن تفسير للرسالة.
اكمل المفوض الجملة قائلاً : في سانتياغو سأبرق دون تأخير الى الشرطة في تلك المدينة طالباً تفاصيل كاملة عن حياة القتيل هناك : علاقاته , صفقاته , صداقاته , وعن أية عداوات ربما اكتسبها , سيكون غريباً ان لا نصل بعد كل ذلك الى رأس خيط لكشف هذه الجريمة الغامضة !
ثم نظر حوله يطلب التأييد فقال بوارو باستحسان: ممتاز!
ثم سأل : الم تجدوا رسائل أخرى من بيلا بين أوراقه؟
- كلا لقد كان أول اجراءاتنا طبعاً البحث في أوراقه الخاصة في المكتب , ولكننا لم نجد شيئاً ذا أهمية , بدا كل شيء واضحاً وسليماً , الأمر الوحيد الذي كان خارجاً عن المألوف هو ........وصيته!
استعرض بوارو الوثيقة ثم قال: هكذا . ألف جنيه للسيد ستونور .... من هو بالمناسبة؟
- سكرتير السيد رينو وقد بقي في انكلترا ولكنه جاء الى هنا مرة أو مرتين.
قال بوارو: وكل ما عدا ذلك يؤول دون قيود لزوجته الحبيبة إلواز , صياغة بسيطة ولكنها قانونية تماماً , وقد شهدت الخادمتين فرانسو ودينيس عليها , ليس في ذلك شيء خارج عن المألوف؟.
اعاد القصيدة الى القاضي فبدأ المفوض بيكس يقول : ولكن ربما لم تلاحظ.....
فقاطعه بوارو وهو يرمش بجفنيه : التاريخ؟ نعم لاحظته .. منذ اسبوعين ربما يشير ذلك الى بداية احساسه بالخطر , والوصية تشير الى حبه الحقيقي لزوجته رغم علاقاته.
قال السيد هوتيه: نعم , ولكن ربما كان في ذلك شيء من الاجحاف لابنه , لان الوصيه تتركه معتمداً كلياً على أمه , فلو تزوجت امه وماتت قبل زوجها فهو لن يرث بنساً واحداً.
قال بوارو: الانسان مغرور لا شك انه رأى ان ارملته لن تتزوج بعده , اما بالنسبة للابن , فربما ترك المال في عهدة الام اجراء احترازي حكيم لان طيش ابناء لاغنياء يضرب به الامثال.
قال القاضي: ربما الامر مثل ماتقول , لاشك انك تود رؤية مسرح الجريمة , اني آسف لاننا نقلنا الجثة من هناك ولكن الصور قد التقطت للجثه من كل الزوايا , وستكون تحت تصرفك حالما تصبح جاهزة.
- شكراً لك يا سيدي على لطفك .
- هيا تعال معي.
خرجا الى الصالة , سأل بوارو وهو يشير برأسه الى باب مقابل : تلك الغرفة هناك هي المكتب اليس كذلك؟
- نعم أتحب أن تراها؟
دخلنا المكتب .. كانت غرفة صغيرة .. لكنها مفروشه بذوق راقي وبشكل مريح .... قرب النافذة وضعت طاوله عملية فيها الكثير من الرفوف .. ومقابل الموقد وضع كرسيان منجدان بالجلد بينهما طاولة صغيرة , رصت عليها آخر المجلات والكتب.
وقف بوارو ينظر للغرفة .. ثم مرر بيده على المسند الجلدي للكرسيين , ثم أخذ مجله من الطاولة ومرر اصبعه بحذر على سطح رف جانبي , ثم ظهر على وجهه استحسان شديد .
سألته : لا يوجد غبار؟
تهلل وجهه استحساناً : ولا ذرة منه يا صديقي , وهو – لأول مرة في حياتي – أمر مؤسف.
بعد ذلك انتقلت عيناه يمنه ويسره قال فجأه : آه السجادة أمام الموقد ملتوية , انحنى ليعدلها وفجأة أطلق عبارة تعجب , ونهض وفي يده قصاصة صغيرة من ورق ضارب للحمرة وقال : وهل يهمل الخدم في فرنسا كزملائهم في انكلترا تنظيف ما تحت السجاد؟
أخذ بيكس القصاصة منه واقتربت انا لاتفحصها فقال بوارو : هل ميزتها يا هيستنغز ؟
هززت رأسي حيرة , ولكنني أحسست أن ذلك الورق الأحمر مألوف بالنسبة لي , وقد كان ذهن المفوض اسرع من ذهني فقد هتف : انها قصاصة من شيك .
كانت القصاصة مربعة , عليها كتبت بالحبر كلمة دوفين.
قال بيكس: حسناً ! ان هذا الشيك قد كتب لمصلحة شخص يدعى دوفين ,, او كتبه شخص يدعى دوفين.
قال بوارو : بل أتخيل انه الخيار الاول , فالخط ان لم أكن مخطئاً هو خط السيد رينو.
وسرعان ما تم التأكد بمقارنة الخط بخط مذكرة على الطاولة.
تمتم المفوض: يا إلهي كيف فاتتني هذه؟
ضحك بوارو وقال: بمجرد ان رأيت السجادة مائلة قلت لنفسي ربما كان تحتها شيء غفلت عنه فرانسو الطيبة .
- فرانسو؟
أو دينيس أو ليوني كائناً من كان قام بتنظيف المكان . طالما لا يوجد غبار فهذا معناه انها نظفت صباح اليوم دون شك.
شرع السيد بيكس برن الجرس دون نفاذ صبر , جاءت فرانسو استجابة للنداء , وقالت انه كثير من القصاصات كانت مرمية على الأرض ,, وقد رمتها في فرن المطبخ كالعادة .
أخرجها السيد بيكس بإشارة يأس منه , ثم تهلل وجهه وهرع الى الطاولة وشرع يبحث عن دفتر شيكات القتيل , ولكنه أعاد اشارة يأسه السابقة , فقد كان القسم المتمم للورقة خالياً من أي شيء .
قال بوارو وهو يربت على كتفه : تجمل بالشجاعه ! لا شك أن السيدة رينو ستكون قادرة على اخبارنا عن هذا الشخص الغامض المسمى دوفين .
انبسط وجه المفوض وقال : هذا صحيح دعونا نكمل عملنا.
قال بوارو : أهذه الغرفة التي استقبل بها السيد رينو ضيفته؟
- نعم , وكيف عرفت؟
- عرفت من هذه وجدتها على الكرسي الجلدي.
ثم رفع يده وهو يمسك بين اصابعه شعرة طويلة سوداء , شعر امرأة.
اخرجنا السيد بيكس من الجهة الخلفية الى حيث كانت توجد سقيفه صغيرة , ثم أخرج من جيبه مفتاحاً وقال : الجثه هنا ابعدناها عن مسرح الجريمة قبل وصولكما بقليل , بعدما انهى المصورون عملهم .
الفصل الخامس : قصة السيدة رينو:
فتح الباب ودخلنا , كان القتيل ممدداً على الارض وقد غطي بملاءة أزاحها السيد بيكس عنه.
كان رينو رجلاً متوسط الطول نحيل الجسم بدا في نحو الخمسين من عمره بحيث خرط الشيب كثير من شعره الأسود , كان حليق الذقن والشارب ذا أنف طويل وعينين قريبتين من بعضهما , ويشرته برونزية تماماً كبشرة رجل قضى معظم حياته في المناطق الاستوائية, وقد طبع على قسمات وجهه الرمادية المزرقة علامات دهشة تامة.
قال بوارو: يمكن للمرء أن يرى من وجهه أنه طعن من الخلف.
ثم قام بكل هدوء وقلب جثة القتيل وهناك بين عظمتي لوح الكتف كانت توجد بقعة دائرية جمراء تلطخ الروب البني وفي وسط البقعة فتحة من القماش تفحصها بوارو عن كثب ثم قال:
- هل لديكم أية فكرة عن السلاح الذي أرتكبت به الجريمة؟
- لقد تم تركه في الجرح.
ثم ذهب المفوض الى انائ زجاجي كبير وفي الاناء كان يوجد شيء بد لي اقرب الى سكين فتح الرسائل , كانت ذات قبضة سوداء وشفرة رفيعة حادة , لم تكن تزيد عن 25سم طولاً, اختبر بوارو طرف الشفرة الملطخ برأس أصبعه وبحذر ثم قال: ياإلهي انها حادة جداً.
قال بيكس: لم نستطع مه الاسف العثور على أية بصمات عليها.
قال بوارو : طبعاً كان يرتدي القفازات , ولكن عدم وجود بصمات يثير اهتمامي كثيراً فمن السهل جداً ترك بصمات شخص آخر وبذلك يفرح الشرطة.
ثم هز رأسه وقال : أرى أنه لم يكن يلبس تحت روبه الا ملابسه الداخلية.
- نعم , ويرى قاضي التحقيق أن هذه نقطة غريبة.
في هذه اللحظة قرع الباب الذي كان المفوض قد أغلقه خلفه بالمفتاح , تقدم منه وفتحه ليجد فرانسوا وهي تطل بفضول سألها بعنف: مالأمر؟
- سيدتي أرسلتني لأقول لكم أنها استعادت قوتها وهي جاهزة تماماً لاستقبالكم.
- جيد أخبري القاضي أننا سنأتي على الفور.
ظل بوارو يتأمل الجثة وكأنه يريد أن يخاطبها بقوله انه لن يرتاح الا اذا كشف القاتل ,, لكنه عندما تكلم ,, تكلم بهدوء غريب وقال:
أنه يلبس روباً طويلاً ,,, طويلاً جداً ..
وجدنا السيد هوتيه ينتظرنا في الصالة وصعدنا للسيدة رينو تتقدمنا فرانسوا لتدلنا على الطريق , وقد صعد بوارو الدرج وهو يغدو ويروح يمنة ويسرة مما أدهشني حتى همس قائلاً وهو يضحك:
- لاعجب أن يسمع الخدم السيد رينو وهو يصعد فلا توجد درجة واحدة لاتصر صريراً يكفي لايقاظ الموتى!!
دخلنا غرفه ضخمة مشمسة تطل على البحر , وعلى إحدى الارائك جلست امرأة طويلة ذات وقار , والدكتور ديوران واقف بجانبها ..
كانت متوسطة العمر شعرها اصبح فضياً مع بعض السواد , كانت من حيويتها الشديدة وقوة شخصيتها ان تفرض وجودها في اي مكان.
حيتنا وقالت تفضلوا بالجلوس. جلسنا وجلس الموظف المرافق للقاضي خلف طاولة مستديرة بدأ السيد هوتية قائلاً :
- آمل ياسيدتي الا يؤلمك كثيرا ان تروي لنا ماحدث ليلة أمس؟
- ابداً ... فأنا أعرف قيمة الوقت , على هؤلاء القتلة أن يمسكوا ويعاقبوا
- حسناً.. في أي وقت ذهبت للنوم ليلة أمس؟
- التاسعة والنصف فقد كنت متعبة.
- وزوجك؟
- بعد حوالي ساعه.
- هل بدا مضطرباً أو منزعجاً.؟
- كلا , ليس أكثر من المعتاد.
- ماذا حدث بعدها؟
- نمنا ثم ايقظتني يد تضغط على فمي وحاولت الصراخ ولكن كتمت صوتي اليد الضاغطة , وكان بالغرفة رجلان , كلاهما مقنعين.
- أيمكن لك وصفهما يا سيدتي.؟
- كان أحدهما طويلاً جداً وله لحية سوداء طويلة , والآخر قصي وبدين له لحية تميل للون الاحمر.
- اممم كانت توجد كثير من اللحى ..
- أتعني أنها كانت زائفة؟
- نعم ياسيدتي ,, ولكن أكملي قصتكي.
- كان القصير هو الذي يمسك بي وقد حشر كمامة في فمي , ثم ربطني من يدي وقدمي , كان الرجل الاخر يقف فوق زوجي وكان قد أخذ سكيني التي أفتح بها الرسائل وحملها موجهاً رأسها فوق قلب زوجي تماماً, وعندما انتهى القصير من شد وثاقي أجبرا زوجي على النهوض الى غرفة الملابس ولم استطع سماع ماقالاه ولكنني ميزت اللغة , لغة اسبانية سيئة كتلك التي يتحدثون بها في امريكا الجنوبية , بدا كأنهم يطلبون من زوجي شيئاً ما ثم غضبا وارتفع صوتهما قليلاً , ثم قال احدهم .. نحن نريد السر أين هو؟ ولا ادري ماذا قال زوجي ولكن الآخر أجاب بقسوة: انت تكذب نحن نعرف انه لديك أين مفاتيحك؟
ثم سمعت أصوات درج يفتح , حيث توجد بالجدار خزنة اعتاد ان يحتفظ فيها بمبلغ كبير من المال وقد اخبرتني ليوني بان الخزنة قد نهبت واخذ المال منها , ولكن الواضح انهم لم يجدوا مايبحثون عنه , ثم سمعت الرجل يصرخ ويأمر زوجي بارتدء ملابسه وبعد ذلك مباشرة سمعوا جلبة في البيت أدت الى انهم دفعوا زوجي للخروج بسرعه الى غرفتي وهو لم يكمل بعد ارتداء ملابسه.
- قال بوارو: عفواً ولكن الا يوجد باب آخر لغرفة الملابس الا الى غرفتك؟
- كلا لايوجد سواه , فقد دفعا زوجي منه بسرعه , التفت الي وقلا للخاطفين ينبغي أن اتكلم معها ,, اتى الى قرب السرير وقال لابأس لاتخافي سأعود قبل الصباح... ولكنني استطعت رؤية الرعب في عينيه , دفعاه للخارج والرجل الطويل يقول : صوت واحد وتكون ميتاً ,, ولابد انني اصبت بالاغماء بعد ذلك فلا اتذكر الا ليوني وهي تسقيني ليموناً.
- قال القاضي: هل لديك أي فكرة عن ماكان يبحث عنه القتلة؟
- كلا .. أبداً يا سيدي.
- هل لديك أي معلومة من ان زوجك كان يخشى شيئ؟.
- نعم .. لقد لاحظت تغيير أصابه..
- منذ متى؟
- حوالي 10 أيام.
- وليس أكثر من ذلك؟
- ربما ولكنني لم ألحظ لا وقتها.
- هل سألتي زوجك قط عن سبب ذلك؟
- مره واحده وقد تخلص من سؤالي بمراوغه , لقد كنت متأكده من وجود شيء يقلقه ... وبما أنه يرغب باخفاءه فأنني حاولت التظاهر بأنني لم الاحظ شيئاً.
- هل كنتي تعرفين بأنه طلب الاستعانة بخدمات رجل تحر؟؟
- صاحت بدهشة: رجل تحر؟؟
- نعم .. هذا السيد هيركيول بوارو... لقد وصل اليوم بناءً على طلب زوجك... ثم أخذ الرسالة التي كتبها السيد رينو وسلمها لها .. قرأتها بدهشة بدت صادقة ثم قالت:
- ليس لدي أي فكرة عن هذه .. من الواضح أنه كان مدركاً تماماً للخطر.
- والآن يا سيدتي ارجوك أن تكوني صريحة معي .. هل في حياة زوجك الماضية في أمريكا الجنوبية أي حادث يمكن أن يسلط الضوء على مقتله؟
- فكرت بعمق ولكنها هزت رأسها بالنفي وقالت: لقد كان لزوجي الكثير من الاعداء ,,أناس غلبهم بشكل أو بآخر .. ولكنني لا استطيع تحديد حالة واحدة بعينها.
- هل تستطيعين تحديد ساعة هذه الفعلة الشنيعة؟
- نعم..اذكر بوضوح سماعي للساعه على رف الموقد وهي تدق الثانية... نهض بوارو وتفحص الساعة بدقة ثم أومأ برأسه مقتنعاً.
- هتف بيكس: وهاهي ساعة معصم أوقعها القتلة من طاولة الزينة وحطموها شر تحطيم غير مدركين أنها ستشهد عليهم. ثم قام بحذر بالتقاط شظايا الساعة وفجأة تغير وجهه وصاح مشدوهاً: يا إلهي !!!
- مالامر؟
- تشير عقارب الساعة الى السابعة!!!
- صاح القاضي مندهشاً : ماذا؟؟!!!!
لكن بوارو اخذ الساعه المكسورة ووضعها على اذنه وابتسم وقال:
- ان الزجاج مكسور ولكن الساعه لا تزال تعمل .
- قال القاضي: ولكنها ليست السابعة الآن؟؟
- نعم انها الخامسة ولكن ربما كانت الساعة تسبق .. أهي كذلك يا سيدتي؟؟
- قالت: لقد عادت لتسبق ولكنني لم أعل أنها تسبق لهذا الحد.
- قال القاضي: سيدتي لقد وجد الباب اللامامي نصف مفتوح .. ويكاد يكون من المؤكد ان القتلة دخلوا منه ومع ذلك فهو لم يفتح بالقوة فما تفسيرك لذلك؟
- ربما خرج زوجي ليتمشى ونسي اقفاله.
- وهل هذا تصرف محتمل منه؟؟
- جداً ... فهو أكثر الرجال شروداً.
- قال المفوض فجأه: بما أنهم طلبوا من القتيل ارتداء ملابسه فلا بد أن يكون مكان السر بعيد.
- أومأ القاضي: نعم بعيد .. ولكنه ليس بعيداً جداً طالما أنه تحدث عن العودة في الصباح.
- سأل بوارو: في اي وقت يغادر آخر قطارات بلدة ميرلنغفيل؟
- يوجد قطاران اولهما الساعة 11,50 والاخر 12,17 الى وجهتين مختلفتين ولكن لا شك أن للرجلين سيارة تنتظرهما.
- وافقه بوارو وهو يبدو مذهولاً: بالطبع.
- تهلل وجه القاضي وقال: الحقيقة ان هذا قد يكون أحدى طرق تعقبهما .. ان سيارة تحمل شخصين أجنبيين من السهل ملاحظتها... ابتسم لنفسه ولكنه عاد وتجهم مرة أخرى وقال للسيدة رينو : لدي سؤال آخر:
- هل تعرفين أحد باسم دوفين؟
- دوفين..دوفين.. لا ,, ..لااعرف احد بهذا الاسم....
- الم تسمعي زوجك يذكر هذا الاسم قط؟
- أبداً.......
- أتعرفين أمرأة أسمها بيلا.؟
- هزت رأسها بالنفي.
- أتعلمين أن زوجك أستقبل سيدة ليلة أمس؟
- أجابت برباطة جأش .. كلا ,, من هي؟
- سيدة.
- حقاً!
اكتفى القاضي بهذا القدر .. وأخرج من الإناء الزجاجي السكينة وقال بلطف:
- سيدتي .. هل تعرفين ماهذا؟
- قالت نعم سكيني الصغير...ورأت شفرته مليئة بالدم .. أهذا دم؟؟
- نعم ......لقد قتل زوجك بهذا السلاح...أأنت واثقه من أنه هو الذي كان على طاولتك ليلة أمس؟
- نعم...لقد كان هدية من ابني ... كان يخدم في سلاح الطيران أثناء الحرب.. لقد صنع هذا الخنجر من اسلاك طائرة محطمة وأهداني اياه كذكرى من أيام الحرب.
- فهمت ياسيدتي وهذا يقودنا لموضوع آخر .. أين أبنك الآن ,, من الضروري أن ترسلي له برقية دون أي تأخير ,,
- جاك؟ انه في الطريق الى بيونس آيرس..
- ماذا؟
- لقد أبرق له زوجي بالامس كان قد ارسله الى عمل في باريس .. ولكنه رأى بالأمس أنه من الضرورة أن يمضي الى أمريكا الجنوبية دون تاخير .
- هل لديك أي معرفة بطبيعة ذاك العمل في بيونس آيرس؟
- لا..لا أعرف ,, ولكنها ليست وجهته الاخيره فمنها سيسافر الى سانتياغو.
- سانتياغو!
في تلك اللحظة توجه بوارو للسيدة رينو وقال: عفواً يا سيدتي هل لي ان أفحص معصميك؟
مع أن السيدة اندهشت من طلبه ولكنها مدت معصميها .. وحول كل منهما توجد علامة حمراء شديدة .. قال: لا بد ان ذلك قد سبب لك ألماً عظيماً.
لكن القاضي قال بانفعال: ينبغي ان يتم الاتصال فوراً بالسيد الشاب عن طريق اللاسلكي .. لا بد ان نعرف شيئاً عن رحلة سانتياغو. تردد قليلاً وقال: كنت آمل ان يكون قريباً حتى نجنبك الالم.
قالت السيدة: أتقصد مسألة التعرف على الجثة؟
أومأ القاضي برأسه موافقاً. قالت: انني أمرأة قوية وأستطيع التحمل انني جاهزة الآن.
- لدينا متسع من الوقت حتى الغد...
- أفضل الانتهاء من ذلك الآن
نزلت المجموعة من الدرج سبقهم المفوض لفتح السقيفة وما هي الا لحظات حتى كانت السيدة رينو في مدخل السقيفة شديدة الشحوب ,,
نظرت الى الرجل الميت وعندها خذلتها رباطة جأشها وصاحت: ياإلهي ,, بول ,, زوجي ..........
وسقطت مغشياً عليها.
ذهب بوارو لها وتحسس نبضها وعندما اقتنع من انها فقدت الوعي حقاً.. أمسك بذراعي وقال : أنني مغفل يا صديقي .. لئن كان في صوت أمرأه يوماً حزن وحب فأنني سمعته الآن ,, لقد كانت فكرتي.. الصغيرة .........كلها خاطئة ....... يجب أن أبدأ من جديد ..!
| |
| | | جولييت الجنوب إدارة
معـلـومـاتي الجنس : الإنتساب : 23/10/2009 مكاني : في ارض الله الواسعه
| موضوع: رد: جريمة ملعب الجولف الجمعة يناير 01, 2010 9:53 pm | |
| الفصل السادس:
مسرح الجريمة
اشترك الطبيب والسيد هوتيه في حمل السيدة الغائبة عن الوعي ..
فقال المفوض: أمرأة مسكينة كانت الصدمة أكبر من أن تتحملها ,,, والآن يا سيد بوارو .. هل نزور المكان الذي أرتكبت فيه الجريمة؟
- اذا سمحت يا سيد بيكس.
عبرنا من داخل المنزل وخرجنا من الباب الامامي .. كان بوارو ينظر للدرج وقال: أنا لاأصدق ألا يسمع الخدم شيئاً ,, أن صرير هذا الدرج مع وجود ثلاث أشخاص ينزلونه ,, من شأنه ايقاظ الموتى..
- تذكر ان ذلك كان في منتصف الليل ,, أي اعمق فترات نومهم...
- هز بوارو رأسه كأنه لايقبل هذا التفسير..
وعندما اصبحنا عند الممشى الخارجي توقف بوارو لينظر الى المنزل وقال : مالذي دفعهما بدايةً الى محاولة تجربة ما اذا كان الباب مفتوحاً؟ فقد كان الاحتمال مستبعد جداً .. وكان التصرف الأولى منهم أن يجريا فوراً فتح أحد النوافذ.
اعترض المفوض: ولكن نوافذ الطابق الارضي كلها محمية بقضبان حديدية.
اشار بوار والى نافذة في الاعلى وقال: تلك نافذة غرفة النوم توجد شجرة يمكن أن يتسلقها وصولاً الى النافذة .. أسهل مهمة في العالم ..
اعترف المفوض: ربما ... ولكن لم يكن بامكانهما فعل ذلك دون أن يتركا أثراً في مسكبة الورود.
ثم تابع .. ان آثار الاقدام لا يمكن أن ترى على الممر او الممشى بسبب الجفاف أما مسكبة الورود الطينية فستكون الامور مختلفة. ذهب بوارو قريبا من المسكبة وتفحصها بدقة وكان وجه الطين أملس تماماً.
أومأ برأسه كأنه اقتنع .. ثم ذهب يتفحص المسكبة الثانية البعيده ونادى:
سيد بيكس! انظر توجد الكثير من الآثار.
قال المفوض وهو يبتسم: ياسيدي اتشك ان هذه آثار حذاء البستاني الثقيل .. على اية حال ليس لها اية اهمية طالما ان هذا الجانب يخلو من أية شجرة ..
قال بوارو: صحيح أأنت ترى ان هذه الاقدام ليست لها أية أهمية؟
- ليست لها أدنى أهمية أبداً.
- أنا لا اتفق معك ان آثار هذه الاقدام هي أهم ماشاهدناه حتى الآن.
- حسناً .........هل نمضي؟
- بوارو بمرح: بالتأكيد يمكنني التحقق من مسألة الآثار فيما بعد.
مضى السيد بيكس الى يمين البيت .. وانتهى الممر بفسحة صغيرة بوسع المرء أن يرى منها البحر ... كان مقعد قد نصب هنا وفي مكان لا يبعد عنه كثيراً سقيفه خربه .. وعلى بعد بضع خطوات امتد خط مرتب من الأغصان الصغيرة ....... شق بيكس طريقه عبرها حتى وجدنا انفسنا أمام سهول فسيحه .. نظرت حولي فرأيت شيئاً أثار دهشتي : ماهذا ؟ أنه ملعب جولف !!
قال بيكس" نعم ولكنه لم يكتمل بعد ... ان من اكتشف الجثة صباح اليوم هو من الرجال الذين يعملون في الملعب..
صدرت عني شهقة فإلى اليسار مني كانت حفرة طويلة وقرب الحفرة تمددت جثة رجل ووجهه الى الاسفل !
ضرب قلبي بقوة وانتابني خيال جامح بأن الجريمة قد أصبحت اثنتين ولكن المفوض بدد أوهامي اذ تقدم للأمام وهو منزعج: مالذي يفعله شرطتي ؟ لقد أعطيت أوامر صارمة بعدم السماح بدخول أحد دون أذن؟
أدار الرجل وجهه وقال : ولكن أنا لدي أذن ..
صاح المفوض: عزيزي السيد جيرو لم أكن اعلم انك وصلت لقد كان قاضي التحقيق ينتظرك على أحر من الجمر ..
كنت أراقم القادم الجديد بفضول فقد عرفت من اسمه انه رجل التحري الشهير في باريس ,, وقد كنت في غاية الالستمتاع بلقائي به شخصياً .
كان طويلاً جداً في نحو الثلاثين من العمر ذا شعر وشارب يضربان للحمرة وهيئة عسكرية وغروره كان واضحاً.
قام بيكس بتعريفه بنا مقدماً بوارو كزميل فقال رجل التحري: انني اعرفك بالاسم فقط ..لقد حققت شهرة في الايام الخوالي ..ولكن الاساليب أختلفت تماماً الآن .
قال بوارو: ومع ذلك فالجرائم لازالت نفسها الى حد بعيد.
عاد بيكس ليقول: ان قاضي التحقيق.......
قاطعه جيرو بوقاحه: تباً لقاضي التحقيق ... ان الضوء هو العامل المهم وبعد نصف ساعة لن يبقى ضوء يساعدنا في اي مسعى عملي.... ان القاضي اهتم بالتحقيق بينما كان بوسعه ان يجعل التحقيق للغد والسعي الى العثور على أي دليل يرشدنا لهوية القتلة في مسرح الجريمة ... أهم شرطتك الذين كانوا يعبثون في هذه المنطقه؟ ظننت أن الشرطه أصبحت أحرص من أن تفعل ذلك في هذه الايام.
بيكس" انهم حريصون بالفعل .. ان الآثار التي تشكو منها قد تركها العمال الذين أكتشفوا الجثة.
- استطيع رؤية الآثار التي تركها الثلاثة وبوسعنا تمييز آثار الاقادم الوسطى باعتبارها اقدام السيد رينو ولكن لاآثار التي على الجانبين تم محوها بحرص .. لقد كانا ماكرين ..
- بوارو: العلامات الخارجية ! .......أهذا ما تبحث عنه؟؟
- بالطبع!
تراءت على وجه بوارو ابتسامه خفيفه .. انحنى الى رفش ملقى فقال جيرو:
بهذا تم حفر القبر دون شك ولكن لن تحصل على شيء منه فهو رفش رينو الخاص والرجل الذي استخدمهما كان يرتدي قفازين هاهما.......
أشار بقدمه الى قفازين ملطخين بالتراب وقال: وهما قفازي رينو أيضاً... ان الرجلين الذين نفذا الجريمة لم يكونو مستعدين للمجازفة بشيء ... لقد طعن الرجل بسكينه الخاص وحفر قبره برفشه الخاص .. ولكنني سأغلبهما ... يوجد دائماً شيء ما ... وأنا مصمم للعثور عليه.
بدا بوارو مهتماً بقطعة صغيرة متغيرة اللون من انبوب رصاصي كانت قرب الرفش ... لمسها باصبعه وسأل : وهل تعود هذه ايضاً للرجل القتيل ؟
ولمست في نبرته وهو يسأل شيء من السخرية ,, رفع جيرو كتفيه بأنه لا يعرف ولا يهتم ثم قال:
ربما كانت مرمية هناك منذ أسابيع .... وهي لا تهمني على أية حال.. قال بوارو : أما أنا فأجدها مهمة .. مهمة جداً ,,
وقد خمنت بأنه لم يريد بذلك الا ازعاج رجل التحري الباريسي ... وقد نجح في ازعاجه فعلاً ... فقد استدار الآخر مبتعداً بوقاحه .. ثم انحنى وتابع تفتيشه الدقيق للأرض..
ذهب بوارو للسقيفة الخربة يحاول فتحها ...فقال جيرو: انها مقفلة ... ثم انها مجرد مكان يضع فيه البستاني عدته .. الرفش لم يالتي من هنا بل من سقيفة الادوات قرب المنزل.
تمتم بيكس: انه رائع لم يمض على مجيئة نصف ساعه وهاهو يعرف كل شيء لا شك أنه افضل رجل تحر على قيد الحياة.
شعرت انني اكره جيرو ولكنني كنت معجب به ,, وقد اغاظني بوارو لانه لم يميز نفسه بشيء حتى الآن ,, وهو يوجه انتباهه للمسائل الصبيانية التي لا علاقة لها بالقضية .
سأل بوارو فجأة:
- من فضلك يا بيكس ما معنى هذا الخط الابيض من محلول الكلس الذي يمتد حول القبر كله؟ أهو من صنع الشرطة؟
- كلا .. انها مسألة تخص ملعب الجولف .. انها حفرة رملية.. - حفرة رملية؟
التفت الي بوارو وقال: اهي تلك التي تحفر دون شكل هندسي محدد وتملأ بالرمل هدفها الاعاقة؟
اجبته بالايجاب فسأل :
- لا شك ان السيد رينو كان يلعب الجولف؟
- نعم ... لقد كان ماهراً .. والفضل يعود له ولتبرعاته في استمرار العمل في هذا الملعب.
- لم يكن خيارهما موفقاً لدفن الجثة هنا .. فعندما يبدأ الرجال الحفر سرعان ما سينكشف كل شيء.
- صاح جيرو: بالضبط وهذا يثبت أنهما كانا غريبين عن المنطقة .. انه دليل رائع غير مباشر .
- بوارو بارتياب : نعم , ليس من شأن أحد ذي معرفة ان يدفن جثة هنا .. .مالم يكن يريد لها أن تكتشف ! وواضح أنها فرضية سخيفة أليس كذلك؟
لم يكلف جيرو نفسه حتى عناء الرد.
قال بوارو بصوت ليس فيه الكثير من الاقتناع : نعم .... نعم .... لا شك انها فرضية سخيفة !!! الفصل السابع:
السيدة الغامضة : دوبرية.
ونحن نعود ادراجنا للبيت استأذن بيكس لاخبار قاضي التحقيق بقدوم جيرو .... وكان آخر مالاحظناه ونحن نغادر المكان هو جيرو وقد جثا على أربع في بحث دقيق وشامل .......لم أجد بد من الاعجاب به .
وقد خمن بوارو افكاري وقال ساخراً : لقد رأيت أخيراً رجل التحري الذي يعجبك ....كلب الصيد البشري أليس كذلك ...
- قلت بحده : انه على الاقل يفعل شيئاً... وان كان هناك شيء يمكن العثور عليه فهو من سيفعل... أما أنت.....
- حسناً أنا ايضاً وجدت شيئاً ...قطعة من انبوب رصاصي ..!!
- هراء ...... انت تعلم ان هذا لا علاقة له بالجريمة .. انني اعني لااشياء الصغيرة ,,, نحتاج الى الآثار التي تقودنا للقتلة ..
- ياصديقي .. ان دليلاً تجده بطول قدمين ... لا يقل أهمية عن دليل آخر لا يعدو بضع مليمترات ,, ولكن الفكرة الرومانسية التي تقول ان كل الادلة الهامة ينبغي ان تكون بالغة الصغر ... اما بالنسبة لقطعة الانبوب الرصاصي وعدم علاقتها بالجريمة ... فأنك تقول ذلك لأن جيرو قاله ...
- وعندما حاولت الرد.........
- قاطعني وقال : كلا لن نقول المزيد .. دع جيرو لبحثه وأنا لأفكاري ...ان القضية تبدو مستقيمة .. وعادية تماماً .. ومع ذلك يا صديقي فأنا لست مقتنعاً ! هل تدري لماذ ا؟ بسبب ساعة المعصم التي تسبق ساعتين ... ثم بسبب العديد من النقاط الغريبة ...فمثلاً اذا كان هدف القتلة الانتقام....فلماذا لم يطعنوا السيد رينو في فراشه وينهو الأمر.
- ذكرته قائلاً: لقد أرادو السر .
- حسناً ..أين هذا السر !!؟ يفترض انه يبعد مسافة معينة ... طالما أنهم أرادوا منه ارتداء ملابسه ... ومع ذلك فقد وجد مقتولاً في مكان قريب على مرأى ومسمع ممن في البيت... وثمة أمر آخر : أهي محض الصدفة أن يلقى سلاح حاد مثل ذلك السكيم هكذا دون أهتمام قريباً من متناول الايدي .
سكت متجهماً ثم قال: لماذا لم يسمع الخدم شيئاً؟ هل كانوا مخدرين؟ هل كان في الجريمة شريك...وهل حرص ذلك الشريك على ابقاء الباب الامامي مفتوحاً؟
كنا قد وصلنا الى الممشى قرب البيت وفجأة توقف بوارو والتفت الي قائلاً : لقد أثرت في توبيخاتك .. لذا سوف نتفحص بعض آثار الأقدام.
- أين
- في تلك المسكبة اليمنى ...انظر هاهو البستاني يقترب.. وبالفعل كان رجل كهل يقترب وهو يدفع عربة محملة بالشتلات....ناداه بوارو وجاء يسعى نحونا ... سألت بوارو:
هل ستطلب منه فردة حذائة لتقارنها بآثار الأقدام؟
- بالضبط
- ولكن الن يرى ان ذلك غريب جداً؟
- لن يفكر بالامر على الاطلاق.
- وصل الرجل وقال : هل اردتني لشيء يا سيدي؟
- نعم... لقد كنت بستانيا هنا لفترة طويلة أليس كذلك؟
- نعم لأربعة وعشرين سنة.
- وما هو اسمك؟
- اوغست يا سيدي.
- لقد كنت ابدي اعجابي بهذه الورود هل زرعتها منذ زمن طويل؟
- منذ بعض الوقت يا سيدي .
- لقد زرعت بعض الورود الجديدة أمس؟
- ان لسيدي نظر حاد ... نعم لقد زرعت عشر شتلات جديدة .. في كل مسكبة ليلة أمس ..
- تلك الوردة رائعة هناك هل لك أن تقطعها لي؟
- بالتأكيد يا سيدي .
ثم خطا الرجل الى المسكبة وقطف الوردة بحذر ... شكره بوارو .. ومضى اوغست بعربته ... انحنى بوارو على المسكبة وتفحص آثار الأقدام .. وقال أرأيت أن الامر بغاية البساطة ,,
- انني لم ادرك...
- بأن القدم لن تخرج من الحذاء ... انك لا تستخدم قدراتك العقلية ... حسناً آثار البستاني آثار حذاء .. فماذا عن آثار الأقدام التي وجدناها في المسكبة الثانية؟؟
- بعد تفحص دقيق قلت: كل الآثار تعود لرجل واحد..
- أتظن ذلك؟ حسناً انني أتفق معك ..
- على كل حال هكذا تكون قد تخلصت من أمر يشغلك...
- ماذا تعني؟
- اعني انك لن تهتم بعد الآن بمسألة آثار الأقدام ...
- كلا..كلا...يا صديقي..انني أخيراً أسير في الطريق الصحيح .. صحيح أن الجريمة ما تزال غامضة بالنسبة لي.. ولكن كما قلت للسيد بيكس ان آثار الأقدام هذه هي أهم الأشياء في هذه القضية... مسكين جيرو لن أندهش اذا ما أغفل أمرها تماماً ..
تلك اللحظة فتح الباب الأمامي ونزل السيد هوتية والمفوض على الدرج قال القاضي:
- سيد بوارو سنذهب لزيارة السيدة دوبرية ...لعل القتيل أفضى لها ماأخفاه عن زوجته اليس كذلك؟
انتظمنا في صفين وخرجنا همس لي المفوض: لا شك ان رواية فرانسوا صحيحة ... لقد اتصلت بالمركز هاتفياً .. ويبدو أن السيدة دوبرية قد قامت منذ وصول السيد رينوالى هنا اي منذ ستة أسابيع .. بايداع مبالغ نقدية ضخمة في حسابها .. تصل الى مئتين الف فرنك.
توقفت سيارتنا عند فيلا السيدة دوبرية وهي نفسها البيت الصغير الذي أطلت منه الفتاة الجميلة.
قال المفوض: لقد عاشت هنا لسنوات طويلة بهدوء تام .. ويبدو أنها لا تملك أي صداقات أو أقارب.. انها لا تذكر الماضي ولا تذكر زوجها أبداً .. ان في حياتها لغزاً ..
قلت مجازفاً : وماذا عن الابنة؟
- انها شابة جميلة ,, متواضعة متدينة ... فيها كل الصفات الحسنة .... ولكن لاأحد تقدم لطلبها للزواج لان ماضيها مجهول ..
- صحت بسخط .: ولكنه ليس ذنبها...
- نعم .. ولكن الرجل هنا يحب معرفة سوابق زوجته والتعرف على عائلتها ..
منعني الوصول لباب البيت من اكمال النقاش ..قرع السيد هوتية الجرس ... فتح الباب ووقفت خلفه جميلتي .. وعندما رأتنا غدا وجهها أبيض كالموتى .. لم أشك من أنها كانت خائفة...
قال السيد هوتية: آنسة دوبرية نأسف للإزعاج .. ولكنها مقتضيات القانون ... أسأليها ان كان بوسعها منحنا بضع دقائق..
قالت بصوت خافت: سأذهب وأرى تفضلوا بالدخول.
دخلت الفتاة الى الغرفة وسمعنا صوتها ثم صوت آخر بنفس النبرة ولكن فيه رخامة أقوى قليلاً قال الصوت: اطلبي منهم الدخول .
بعد دقيقة كنا نقف وجهاً لوجه مع السيدة الغامضة دوبرية .. لم تكن بمثل طول ابنتها .. ورغم كبر سنها الا انها كانت تملك حسناً .
سألت: هل أردت رؤيتي؟
تنحنح السيد هوتيه: نعم انني احقق في وفاة السيد رينو .. لا شك انك سمعتي بها؟
اومأت برأسها بالإيجاب..
- لقد جئنا لنسألك ان كان بوسعك ان تلقي اي ضوء على الظروف التي احاطت بها؟
- أنا ..؟؟!!
- نعم يا سيدتي ... لدينا من الاسباب ما يدفعنا الى الاعتقاد من انك كنت معتادة على زيارة القتيل في بيته بعض الليالي هل الامر هكذا؟؟؟
- تصاعد الدم لوجنتها : لا حق لك في أن تسألني هذا السؤال ..
- سيدتي ... اننا نحقق في جريمة قتل ..
- حسناً .. وماذا في ذلك ؟؟ أنا لا علاقة لي بالجريمة ..
- نحن لا نقول ان لك علاقة ولكنك كنت تعرفين القتيل معرفة جيدة فهل افضى اليك بأي خطر يهدده؟؟
- أبداً
- هل سبق الى ان اشار الى حياته في سانتياغو أو أي أعداء له هناك؟
- كلا
- ألا يمكنك أن تساعدينا بأي شكل؟
- لا أعتقد .. كما أنني لاأعرف لماذا تأتون الي ... الا تستطيع زوجته أخباركم بما تريدون ؟؟
- لقد أخبرتنا زوجته بكل ما تستطيعه ...
نظر اليها القاضي وهو يحس بأنه أمام شخص عنيد ..
- هل تصرين على ان السيد رينو لم يخبرك بشيء ؟؟
- ولماذا تظن أنه أفضى لي بشيء؟؟
- قال بقسوة: لأن الرجل يقول لخليلته عادةً ما لا يقوله لحليلته ..!!
- سيدي ..!! أنك تهينني ,, وأمام أبنتي !! ...لن أخبرك شيئاً...وتفضلوا بمغادرة البيت ..!!
غادرنا الفيلا كطلبة مدرسة يجللهم العار والحرج . - سأل بوارو: أيوجد فندق قريب؟
- القاضي: نعم...عند طرف البلدة ...بعد بضع مترات من هذا الشارع سيكون ملائماً لك لقربه من مسرح الاحداث .. هل سنراك في الصباح؟؟
- نعم .. شكراً لك..
افترقنا بعبارات الوداع حيث ذهبنا نحو البلدة وعاد الآخرون الى فيلا جينييفيف .. التفت بوارو فجأه .. كان ثمة من يركض ورانا .. أدركنا أنها مارتا دوبرية .. وصلتنا وقالت بأنفاس متقطعه :
- التمس عفوكما لم يكن يجدر بي ان افعل هذا ارجوك لا تخبر أمي..ولكن هل صحيح ما يقواه الناس من ان السيد رينو ققد استدعى رجل تحر قبل أن يموت وأن ..... وأنك ذلك الرجل؟؟
- نعم هذا صحيح ... ولكن كيف علمتي .؟؟
- فرانسوا أخبرت خادمتنا ايميلي ..
- ان السرية مستحيلة في قضية كهذه .. حسناً .. ماذا أردتي أن تعرفي؟؟
- ترددت ثم سألت بما يشبه الهمس : هل...هل...يوجد شك بأحد؟؟
- الشك مازال يحوم يا سيدتي..
- نعم أعرف ,,, ولكن أيوجد أحد بالتحديد ؟؟
- لماذا تريدين معرفة ذلك؟؟!!
- بدت الفتاة وكأنها مرعوبة من السؤال ثم أجابت: لقد كان السيد رينو دائماً شديد اللطف معي ومن الطبيعي أن أكون مهتمة.
- فهمت ... ان الشك يحوم حول شخصين ...
- أثنين ..؟؟؟
- ان اسميهما مجهولين ولكن يفترض انهما تشيليان والآن أترين مالذي يمكن للجمال والشباب أن يفعلاه ,, لقد أفشيت لك بسر من أسرار المهنة.
- ضحكت ثم شكرته وقالت: ينبغي أعود قبل أن تفتقدني أمي.
حدقت فيها وهي مبتعده فقال بوارو بصوته الساخر - هل سننزرع هنا طوال الليل ؟؟ لمجرد أنك رأيت فتاة جميلة أدارت رأسك ؟؟
- ضحكت ثم قلت: ولكنها جميلة فعلاً ,, يمكن التماس العذر لأي رجل يسحر بجمالها.
- يا صديقي لاتضع قلبك لدى مارتا دوبرية ..تلك الفتاة لا تناسبك .. خذها نصيحة من بابا بوارو ..
- صحت: لقد أكد المفوض طيبتها التي لا تقل عن جمالها .
- ان بعضاً من أفضع المجرمين الذين عرفتهم كانوا ذوي وجوه ملائكية .
- صحت فزعاً : بوارو .. لا يمكن أن تعني بأنك تشك بطفلة بريئة؟؟
- تا تا تا لا تنفعل يا صاحبي لم أقل أنني أشك بها ... ولكن قلقها وفزعها ..ولهفتها لمتابعة القضية هو الذي أشك به ..
- ان قلقها ليس على نفسها بل على أمها..
- ياصديقي .. انك كعادتك .. لا ترى شيئاً ..ان امها قوية قادرة على الاعتناء بنفسها .. ان قلقها لسبب آخر ,,, ياإلهي لو أنني أستطيع فقط أن أتذكر أين رأيت ذلك الوجه ؟؟؟
- أي وجه ؟؟ مارتا؟؟
- كلا بل وجه أمها ..
وعندما لاحظ دهشتي .. قال: نعم كما أقول لك .. كان ذلك منذ زمن بعيد .. عندما كنت في شرطة بلجيكا .. لا أذكر أنني رأيتها شخصياً .. بل رأيت صورها في الصحف ,,, وكانت صورها من أجل قضية ما ...
- ماذا ؟؟؟
- ربما كنت مخطئاً ... ولكني أعتقد أنها كانت جريمة قتل ....!!!!
| |
| | | السحابه مديرة المنتدى
معـلـومـاتي الجنس : الإنتساب : 20/11/2009 مكاني : بين السحاااااااب
| موضوع: رد: جريمة ملعب الجولف الإثنين فبراير 28, 2011 12:03 am | |
| رووووووووووووووووووووووووووووعه سلمت يمناك حبيبتي | |
| | | | جريمة ملعب الجولف | |
|
مواضيع مماثلة | |
|
| صلاحيات هذا المنتدى: | لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
| |
| |
| |
|