"الملائكة قاتلت مع أبو مصعب الزرقاوي في معركة الفلوجة ! "
وكان جيش الاحتلال يأسر أهالي المدينة ويطالبهم بتسليم المقاتلين الذين يرتدون الملابس البيضاء الذين يهجمون على الخيول, وأهل المدينة يتعجبون من ذلك الطلب, حيث لا يوجد أصلاً خيول في المدينة, فيقول الأمريكان بفزع شديد, نعم لقد رأيناهم عندما هجموا علينا وقتلوا منا الكثير, ودخلوا في البستان وقصفنا البستان بالمدافع الفتاكة والطائرات وظننا بأننا قد قضينا عليهم جميعاً, فإذا بهم يهجمون علينا مرةً أخرى بعددهم وعدّتهم, والعجيب أن أسلحتنا جميعها لا تقتل ولا تجرح أحداً منهم..!
ومما يذكر أن جيوش الاحتلال في معاركها تبث الموسيقى والأغاني الأجنبية الصاخبة, عندما تنطلق تكبيرات المسلمين من المآذن لحظة المعركة, للتغطية على صوت التكبير لأنه يفعل بهم الأفاعيل
عندما كنا نسمع شدّة القصف في الليل, كان كل ظننا أننا سنصبح ولا نجد بيتاً عامراً في الفلوجة, ونظن أننا نهلك هذه الليلة كما هلك اليوم من القصف كل أهل الفلوجة, حتى إذا أصبحنا وجدنا أن ذلك القصف على الرغم من شدته, وكأنه لم يكن بالأمس,
والمنادي يومها ينادي عبر المساجد أمام كل تعرض من الجيش الأمريكي لناحية ما؟ في الفلوجة أن الجنة الآن في المكان الفلاني, فمن أراد الجنة فعليه أن يتعرض لها في حد المدينة ناحية تعرض الجيش الأمريكي, حيث ذكر أحد أهالي الفلوجة قائلا:(سمعت المنادي في المساجد, ينادي وهو يقول: وا إسلاماه, إن الجنة الآن في حي نزّال, فمن أرادها فليخرج إليها, وكنت بحي مجاور لحي نزال, ويقطع بيننا وبينه شارعان عريضان
"الملائكة قاتلت مع أبو مصعب الزرقاوي في معركة الفلوجة ! "
أعطت المعركة الأولى في الفلوجة دروساً عبر نصرها الذي تحقق, والذي أذهل العالم!, كيف أن مدينة صغيرة كسرت هيبة جيوش الاحتلال وفي مقدّمتهم الجيش الأمريكي, الذي سوّق الإعلام له بأنه الجيش الذي لا تقف بوجهه جيوش العالم كلها, وسخر الاحتلال جميع أدواته في ماكنته الإعلامية لصناعة هالة من التضخيم الإعلامي للقدرات العسكرية الخيالية,
التي تجعل أي جيش لا يمكن أن يتجرأ ولو على التفكير بمواجهة بسيطة أو التعرض له, لأنه سيحترق بنار الطائرات الخفية التي تملأ السماء ولا ترى, ولا تستمكنها أجهزة الرصد الحديثة, والقدرات الالكترونية للجيش الأمريكي, التي تجعل كل سلاح يقف بوجهها لا تأثير له, لأن أسـلحته تحيط نفسـها بدرع من حزمة القذف الأيوني الذي يجعل كل سلاح يوجه ضدها سينحرف عن اتجاهه, ولا يمكن أن يصل إلى الهدف.., وهذا التضخيم سبق الجيش الأمريكي قبل أن يتجهز لحملته لاحتلال أفغانستان والعراق وجميع الدول التي تمثل محور الشر التي توهمها الطغيان الأمريكي عبر كبريائه وغطرسته, لكن حسابات المجاهدين في الفلوجة, هي إعداد العدة لمواجهة كافر محتل جاء يستهدف الإسلام في الفلوجة ويصادر هوية أهلها, وينتهك أعراض المسلمين ويستهدف وجودهم وحاضرهم ومستقبلهم, ويسلب من مدينتهم كل عمقها التاريخي وموقفها وثباتها في قتال المحتلين وتوجيه الضربات لآلياته وأفراده, فلم يكن أمامهم إزاء هذا الإرهاب الأمريكي إلاّ أن يقدّموا أرواحهم رخيصة من أجل رفعة الدين وعزّة العقيدة, وتم استحضار كل معاني الإيمان وثبات المسلمين على دينهم, وتهيئة كل ما يمكن توفيره من السلاح واستعداد الرجال لبذل الروح رخيصة من أجل دين الله تعالى, لأن الحياة لا قيمة لها إذا سيطر الكفار على المدينة, وجميع النتائج متوقعة في ظل احتلال يجثم عليها, فما قيمة الحياة والأعراض ستنتهك؟!, وما قيمتها إذا وطيء الكافر بجزمته رأس المسلم الذي لا يتشرف إلاّ بالانحناء لخالقه, وداس رأسه من لا أصل له ولا يَعْرف أباه؟!, وسيتمنى كل غيورٍ أنه لو مات قبل أن يرى جند الصليب وهم يفترشون أرض المساجد بقذارتهم وقذارة أحذيتهم أفرشتها الطاهرة, وكم سيتمنى الموت وهو يرى الخنازير في المساجد وهم يقتلون كل طفل وكل ذي شيبة يحتمي فيها, وعندها سيموت ألف مرّة في كل لحظة, وهو يرى ديمقراطية رعاة البقر والخنازير وهم يعجنون لحوم عفيفات الفلوجة الطاهرات اللائي أنجبن أسود المواجهة والوغى بتراب شوارعها وهم يسحقون أجسادهن بجنازير آلياتهم ومصفحاتهم, وسيبحث عن موت يباع فيشتريه بكل ما يملك فما هو ببالغه, عندما يرى الإصلاحات الديمقراطية والحرية الأمريكية وهي تُهدى لأطفال الفلوجة من تحت ركام بيوتهم الآمنة, وهي تقتل طفولتهم وتفتك ببراءتهم وتمزق أجسادهم بقنابلها الذكية وأسلحتها الفسفورية, ومع استحضار المشهد الإرهابي الدموي الذي يرافق الاحتلال الأمريكي حيثما حل, كان لابد من رهن النتائج مع بذل الروح والذود عن حمى الدين ورفعة راية الإسلام في المدينة... وأمّا سائر النتائج فالله كفيل بها, لأن جميع الحسابات المادية لا تعين على نصر, ولن تقدم خيراً قط لمن يراهن عليها.