السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بـســم الله الـــرحـمــن الرحيـــــم
الســـؤال : رجــل لــه ذنوب كثيــرة ، أصيب بمرض
خطير وحاول العلاج فلم يستفيد وقال له الأطباء إنه
لا علاج لديهم لحالته ،وهو الآن نادم ويريد التوبة
فهل تصح توبته وهو مصاب بهذا المرض القاتل
الذي لا يرجى شفاؤه ؟
الجواب : الحمد لله
نعم تصح التوبة من إنسان أيس مــن حياتــه ، إمــا
بمرض لا يرجــى شفاؤه كمرض السرطان مثـلاً ، و
إما بتقديمه للقتل كرجل قدم ليقتص منه ، حتـى ولو
كــان السياف عــلى رأسه ، وإما من إنسان محصن
زنى واستحق الرجــم ، وحتــى لو كانت الحجارة قد
جمعت لرجمه ، فـإنـــه تصح توبته ، لأن الله تعالى
يقبل توبة الإنسان ما لم يغرغر بروحه ، لقــولــــه
تعــالى ( إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوَءَ
بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ فَأُوْلَـئِـــكَ يَتُـــوبُ اللّهُ
عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللّهُ عَلِيماً حَكِيـماً ) ومعـــنى قــولـه :
يتوبون من قريب : أي يتوبون قبل الموت ، لقوله
تعالى بعد هذه الآية ( وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ
السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ
الآنَ ) ، ولكـن التوبة لابد لها من شروط خمسة :
الإخلاص ، والندم على ما فعل ، والإقلاع عنه في
الحال ، والعزم عــلى أن لا يعـود فــي المستقبل ،
وأن تكـون التوبة في الوقت الذي تقبل فيه ، أي
بأن تكون قبل الموت أو قبل طلوع الشمس من
مغربها .
لقاء الباب المفتوح لابن عثيمين 53/73
موقع الإسلام سؤال وجواب