السحابه مديرة المنتدى
معـلـومـاتي الجنس : الإنتساب : 20/11/2009 مكاني : بين السحاااااااب
| موضوع: فلسفة اختيار الملابس.. مفهوم غائب عن معظم الأُسر الثلاثاء فبراير 16, 2010 3:21 am | |
| فلسفة اختيار الملابس.. مفهوم غائب عن معظم الأُسر | بـنـات فـي ملابس راقصات! | إعداد: رضوى فرغلي الطفولة تعني البراءة، والحياة ببساطة من دون تكلف أو إدعاء.. هي جسد حر، وأقدام منطلقة في الركض بعيدا عن التقيد بالملابس الضيقة أو الأحذية ذات «الكعب العالي».. هي الحياة بوجه واحد لا تلونه مساحيق التجميل. لكن من يدقق النظر في الأسواق والمجمعات والأماكن الترفيهية، ير فتيات صغيرات لم يتجاوزن العاشرة من العمر، يضعن المساحيق على وجوههن، ويقصصن شعورهن «على الموضة» أو يفعلن به تقاليع غريبة، يلبسن ملابس قد لا تليق بامرأة ناضجة، وأحذية «الكعب العالي»، تفوح منهن عطور قوية، وتختفي أعينهن وراء عدسات ملونة! إنها صورة مشوهة للطفولة.. لفتيات بريئات قفزن فجأة على مرحلتهن العمرية من دون الاستمتاع بها، ليدخلن مبكرا إلى مرحلة أخرى لا تليق بهن، فتحولن إلى مسوخ يقفن في منتصف الطريق بعد أن فقدن براءة الطفولة، ولم يصلن إلى نضج الأنوثة. لست ضد أن تلبس الطفلة ملابس أنيقة، أو غالية، أو مهندمة، أو تعبر عن مستوى اجتماعي واقتصادي معين، وإنما أتحفظ على عدم مراعاة بعض الأسر لطبيعة المرحلة العمرية التي تعيشها الطفلة، وغياب الوعي التربوي والنفسي في اختيار ملابسها التي لا تشكل فقط سترا للجسد وإنما توجها فكريا وثقافيا ونفسيا تكتسبه الفتاة إلى ما بعد النضج، فإذا اضطرب هذا التوجه عانت الأسرة مشكلات قد تبدو صغيرة، أو غير مهمة في نظر البعض، لكنها خطيرة في نتائجها النفسية.
مشكلة عالمية
لا تنحصر الظاهرة في كونها مشكلة عربية أو محلية فقط، وإنما عالمية أيضاً، ففي الولايات المتحدة حذر خبراء التربية وعلم النفس من تفشي ظاهرة ارتداء الفتيات صغيرات السن ملابس غير محتشمة، متأثرات في ذلك بعارضات الأزياء والدمى والعرائس مثل بوسي كات وباربي، ويؤكد عالم النفس الأميركي جيف جاردير على أن طريقة ارتداء الأطفال للملابس في سن الثالثة وما بعدها، يمكن أن تكون لها عواقب خطيرة فيما بعد، لأنها تشكل أذواقهن في سن صغيرة. ووصل الأمر إلى حافة الخطر لذلك أطلق عدد من الآباء حملة توعية مكثفة تستهدف الأُسرة والمجتمع وأصحاب محلات الملابس والبنات أنفسهن، للسيطرة على الظاهرة فمثلا قامت سيليا ريفينبارك، وهي أم وخبيرة تربية بتأليف كتاب بعنوان "أوقفوا إلباس بنات الست سنوات مثل الراقصات لمعالجة قضية موضة الملابس القصيرة الخاصة بالفتيات صغيرات السن.
وراء الظاهرة
إن هذه الظاهرة تفرزها عوامل متشابكة، يلعب عدم الوعي التربوي والنفسي فيها دورا مهما، فبعض الآباء يفتقدون أساليب التربية السليمة وأهمية التفاصيل التربوية والسلوكيات الحياتية التي تبدو بسيطة في خارجها ولكنها مهمة في مضمونها، فقد لا يلتفت الأهل إلى كيفية اختيار ملابس ابنتهم، أو يركزون فقط على ظهورها بمظهر لائق من دون الوضع في الاعتبار فلسفة اختيار الملابس وما تحمله من معان نفسية وثقافية. التقليد الأعمى للموضة أو الصديقات أو أفراد العائلة.. حيث نجد الأم حريصة على ظهور ابنتها صغيرة السن وكأنها في عرض أزياء تباري فيه الأخريات، وتتفاخر بكشف ما تقدر عليه من جسدها، وترسم وجهها بالماكياج، بغض النظر عما اذا كان ذلك لائقا بها أم لا. الاستسلام للإعلام والإعلانات من دون القدرة على فرز المناسب من غير المناسب لنا ولأطفالنا، فللأعلام سطوة سحرية لا يستطيع مقاومتها إلا المثقفون تربويا، وهذه الثقافة لا ترتبط ارتباطا وثيقا بالتعليم، فقد نجد أما على قدر بسيط من التعلم لكنها تمتلك الوعي والإدارة الجيدة للأسرة وتفرض قواعد ومبادئ أسرية تتصدى بدرجة كبيرة لهذا الغزو الإعلامي. ثمة عامل آخر مهم، وهو أن الأم نفسها ترغب في الظهور بهذه الملابس، ولكن نظرا للضغوط والتقاليد الاجتماعية التي تحول دون ذلك، تحاول إشباع رغبتها المكبوتة بتحويلها إلى ابنتها.. لذا تكون سعيدة وهي ترى طفلتها بهذا المظهر من دون مبالاة بعواقب الأمور. افتقاد الدور الحيوي للأب داخل الأسرة، لأن بعض الآباء سلبيون وغير مبالين بما يحدث في البيت، مكتفون بهموم عملهم وأمورهم الشخصية ويتركون عبء التربية على الأم وحدها، ما يفقد الأسرة جانبا مهما من الإشراف والتوجيه الأبوي. عدم قدرة بعض الآباء على رفض أي طلب لأطفالهم مهما كان غير مناسب، فكثيرون يشتكون أن ابنتهم تتوجه الى محل الملابس وتشتري ما تبتغيه من دون الإصغاء الى رأينا أو الاقتناع به ولا نمتلك القدرة على رفض طلبات بناتنا حرصا على إرضائهن أو هربا من إزعاجهن. وقد ترغب البنت في تقليد أمها أو أخواتها الأكبر سنا في استخدام أدوات التجميل أو نوع الحذاء أو التزين بالإكسسوارات أو الذهاب الى صالونات التجميل.
تشوه نفسي
إن عدم معايشة الطفلة لسنها أو استمتاعها بطفولتها، يجعلها غير مشبعة نفسيا من مرحلة مهمة، وتظل تحن إليها كلما كبرت، بل وقد ترتد في سن كبيرة إلى سلوكيات غير مناسبة لعمرها لأنها لم تعش طفولتها، وقفزت بسرعة على تفاصيل صغيرة هي المتعة بعينها، أو أن تصبح كأم أكثر جمودا وتشبثا باحتشام زائد عن الحد المناسب لأطفالها، نتيجة حرمانها من حقها في ممارسة طفولتها، فتحرم بالتالي ابنتها أيضا من الشيء نفسه. وتشير Marien L. Noueel إلى أن 66% من الأمهات المتساهلات مع بناتهن في ارتداء ملابس خليعة لا تناسب أعمارهن أو سلوكيات خارجة عن المألوف، عانين بدرجة كبيرة في طفولتهن من حرمانهن "التدليل المظهري"، بينما تتشدد 48% من الأمهات مع بناتهن انتقاما لطفولة تعيسة عشنها من قبل، وتظل الطفولة غير المشبعة شبحا يطاردهن معظم الوقت. كما أن المجتمع ينظر سلبياً للأسرة غير الواعية بتفاصيل التربية بما فيها المظهر، ما يؤثر على صورة الفتاة في المحيط الذي تعيش فيه، خصوصاً إذا كانت هذه السلوكيات طارئة عليه وغير متسقة مع تقاليده وثقافته. وقد يزيد ذلك من فرص التحرش الجنسي بالفتيات الصغيرات اللواتي يظهرن في الشارع والمطاعم كأنهن ناضجات خرجن للعرض الجسدي.
قيمة الجمال
إن على الأسرة أن تتوقف للتفكير قليلا في مصلحة بناتها من دون الخضوع لمؤثرات خارجية، فتوجههن إيجابيا نحو معايشة مرحلة مهمة في حياتهن تشكل ما هو آت من مستقبلهن وعلاقتهن مع أنفسهن والآخر. ويبقى الجمال مطلبا للجميع، وقيمة نسعى إليها، ونهرا لا نتوقف عن النهل منه، لكن لابد أن يحكم الأمر بالوعي، ويوزن بالاعتدال الذي يحفظ للطفولة وجهها البريء، ولفتياتنا عذرية نفسية وتألقاً داخلياً بعيدا عن تشوه المظهر الذي يفضي غالبا إلى تشوه قيمي ونفسي وفكري في مفهومهن عن الجمال والأناقة، فالجمال يتحول إلى تشوه حين لا يظفر بمعنى عميق أو فلسفة واعية.
| |
|
مشاكسة إدارة عـــامة
معـلـومـاتي الجنس : الإنتساب : 21/09/2009 مكاني : حيث اكون ..
| موضوع: رد: فلسفة اختيار الملابس.. مفهوم غائب عن معظم الأُسر الخميس فبراير 18, 2010 4:39 pm | |
| | |
|