العنكبوت البحري العملاق:
صورة عرضها موقع ناشيونال جيوغرافيك لعنكبوت عملاق يعيش في البحار، وهذا المخلوق مزود بجميع الوسائل التي تضمن له حياة هادئة، لنتأمل ونسبح الله تعالى....
هذا العنكبوت من الكائنات التي تم اكتشافها حديثاً ويعيش في أعماق المحيط في القارة المتجمدة الجنوبية، ويبلغ طول هذا العنكبوت العملاق 25 سنتمتر، ولاحظوا معي الأرجل الكبيرة التي تمنكه من العيش والحركة والاصطياد وهو في أعماق البحار المظلمة... ولا يخطر ببالي وأنا أقرأ عن مثل هذه المخلوقات إلا سؤال واحد: مَن الذي هدى هذه المخلوقات وهيأ لها سبل الحياة في ظلمات البحار. إن الذي يتأمل المخلوقات وما يكشفه العلماء كل يوم من أسرار جديدة في عالم الخلق يدرك أن هذه المخلوقات لم توجد بالمصادفة، وأكبر دليل على ذلك أن هذه المخلوقات صمّمت للعيش في أعماق المحيطات وهي مزودة بكل الوسائل التي تضمن لها العيش بأمان وهدوء! وانظروا معي إلى قول الحق تبارك وتعالى: (هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ) [لقمان: 11].
الأفعى الخضراء
كل شيء في هذا الكون يشهد على قدرة الخالق ووحدانيته سبحانه وتعالى، ومن المخلوقات العجيبة هذه الأفعى بجلدها الأخضر البراق، والتي تعمل بالموجات الحرارية لنتأمل خلق الله تعالى....
صورة لأفعى خضراء اكتشفت مؤخراً مع أنواع كثيرة أخرى من الكائنات، ويبلغ طولها 130 سنتمتر، وآلية العمل لدى هذه الأفعى هي الحرارة! فقد زودها الله بأجهزة حساسة للحرارة، تستطيع من خلالها التقاط الموجات الحرارية سواء في الليل أو في النهار، ومن دون أن تراها الفريسة فإن الأفعى تنقض عليها وتلتهمها بسرعة مذهلة، ونقول إن الله تعالى ضمن رزق هذا المخلوق، فقال: (وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ) [هود: 6]. إن الخالق العظيم الذي لم ينس هذه الأفعى في جحرها، أينسى عبداً مؤمناً يقول: يا رب ارزقني؟!
العنكبوت الأكبر في العالم:
حتى في عالم المخلوقات فإن العلماء في كل يوم يكتشفون كائنات حية جديدة، ومنها هذا العنكبوت العملاق .....
صورة لما يعتقد أنه أكبر عنكبوت في العالم ويبلغ طوله 30 سنتمتر، اكتُشف في كهف كبير عام 2001 وهناك أنواع كثيرة لم تُكتشف بعد ويتم اكتشافها يوماً بعد يوم، وصدق الله القائل: (وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ يَخْلُقُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) [النور: 45]، ويؤكد العلماء أن الأرض تحوي ملايين الأنواع من الحشرات والحيوانات والبكتريا والفيروسات ومخلوقات لا يعلم عددها إلا الله تعالى، أفلا يشهد هذا التنوع والتعدد على عظمة الخالق تبارك وتعالى؟ من هنا ندرك معنى قوله تعالى (هذا خلق الله)، ونقول: ما هي الأشياء التي خلقها الملحدون المستكبرون والمعاندون للخالق تبارك وتعالى؟!
قنديل البحر وأخطبوط البحر:
هذه المخلوقات الشفافة من عجائب الخالق تبارك وتعالى، وعلى الرغم من جماليتها إلا أنها مدمرة وتسبب أضراراً تقدر بمئات الملايين كل عام......
الكائنات البحرية كثيرة، والصورة اليمنى هي لقنديل البحر واليسرى لأخطبوط البحر، وتظهر هذه المخلوقات بألوانها الزاهية، إنها مخلوقات رائعة وجميلة ولكنها مدمرة! فقد أفاد باحثون أمريكيون أن أسرابا ضخمة من قناديل البحر اللادغة وحيوانات هلامية مشابهة تخرب الشواطىء في هاواي وخليج المكسيك والبحر المتوسط واستراليا وأماكن أخرى. إن 150 مليون شخص معرضون لقنديل البحر على الصعيد العالمي كل عام وإن نصف مليون شخص لدغوا من القناديل في خليج تشيسابيك قبالة ساحل الولايات المطل على المحيط الأطلسي وحده!!
وفي دراسة موسعة حول قناديل البحر فإن 200 ألف شخص آخرين يلدغون سنويا في ولاية فلوريدا وعشرة ألاف في استراليا من قبل قنديل البحر البرتغالي المميت. إن الصيد وصناعة السياحة في البحر الأسود خسرا 350 مليون دولار بسبب انتشار قنديل البحر المشط. ويقول التقرير إنه يمكن العثور على أكثر من ألف قنديل مشط بحجم قبضة اليد في مساحة متر مكعب في مياه البحر الأسود خلال الأيام التي تنشط فيها القناديل بقوة. ووفقا للدراسة فإن القناديل تأكل بيض الأسماك وتتنافس معها على الغذاء وتقضى على سبل كسب الرزق للصيادين.
انظروا إلى هذا العالم المليء بالأسرار، حيوان بقبضة اليد أو أصغر يشكل تهديداً للبشر، بل ويشكل تهديداً للأسماك والكائنات البحرية، يقول تعالى: (وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ) [المدثر: 31]. إنها القوانين التي أودعها الله في عالم البحار، فكل مخلوق ضمن الله رزقه وسخر له أسباب الرزق، يقول تعالى: (وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ) [الأنعام: 6].
*من أصغر الحشرات في العالمإنها حشرة صغيرة جداً ليست هي الأصغر ولكن هناك الكثير من الحشرات وكلها تستحق الدراسة والتفكر، ولكن اخترت لكم هذه الحشرة لأنها بالفعل جميلة ولا يكاد يراها الإنسان، لنتأمل....
هذه صورة عرضها موقع ناشيونال جيوغرافيك لحشرة تدعى fairy-fly wasp ويبلغ طول هذه الحشرة فقط 0.2 مليمتر، أي أنها بالكاد يمكن رؤيتها بالعين المجردة، وعلى الرغم من صغر هذه الحشرة إلا أنها تتمتع بنظام كامل يساعدها على الاستمرار في حياتها. فهي تمللك دماغاً فيه آلاف الخلايا، وفيها نظام للتنفس ونظام للتكاثر ونظام للتفكير واتخاذ القرارات، ويعجب العلماء من دقة صناعة هذه الحشرة، ونقول كما قال تعالى مخاطباً أولئك الملحدين الذين يؤمنون بالطبيعة والمصادفة: (هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ) [لقمان: 11].
نجمة البحر :
مخلوقات كثيرة خلقها الله لتسبحه ولا تعصي أوامره، ولنتفكر في دقة صنعها، ولتكون دليلاً على وحدانيته عز وجل، فهو القائل: (صنع الله الذي أتقن كل شيء)....
إنه مخلوق غريب يعيش على الشعب المرجانية، ويتغذى عليها، إنه "نجمة البحر" لقد زود الله هذا المخلوق بنتوءات تساعده على التعلق بالمرجان وبعد ذلك يتمكّن من تأمين غذائه من الأسماك الصغيرة والكائنات البحرية الدقيقة. هذا المخلوق عبارة عن أيدي وفم، لا يوجد له دماغ، ويوجد بحدود 1500 نوعاً من هذه المخلوقات. منها ما له خمسة أرجل وهي الغالبية العظمى، ومنها ما له أكثر من ذلك أو أقل.
من عجائب هذا المخلوق أنه عندما تقطع أحد أرجله فإن رجلاً جديدة تنمو بدلاً من الرجل المقطوعة، أما الرجل المقطوعة فتنمو هي الأخرى لتشكل مخلوقاً جديداً... وهكذا.
لقد زود أن الله تعالى هذا المخلوق بخلايا عصبية تتوضع على الأرجل ويستطيع أن يحسّ بها ويدرك ويميز ويتذوق ويشمّ ويميز الظلام من النور! فسبحان الذي هدى هذا المخلوق في ظلمات البحر وهيَّأ له أسباب الرزق! يقول تعالى: (وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لَا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) [العنكبوت: 60].
يقول تبارك وتعالى مخاطباً أولئك الملحدين الذين يدّعون أن الكون وُجد بالمصادفة: (هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ) [لقمان: 11]... المؤمن بحاجة دائمة لتأمل مخلوقات الله تعالى ليزداد إيماناً ويقيناً بهذا الخالق العظيم... كيف خلق هذه المخلوقات وسخر لها أسباب الرزق والبقاء... واليوم نعيش مع هذه المخلوقات الشفافة لنسبح الله تعالى ونقول: (اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ) [الزمر: 62].
فقد جعل الله لبعض المخلوقات أجزاء شفافة وسخر لها ذلك ليعينها على كسب رزقها ودحر أعدائها... لنتأمل:
فراشة بجناحين شفافين، إننا نرى من خلال جناح الفراشة بوضوح وهذا يساعدها على إخافة أعدائها لأن هذا الشكل الغريب غير مألوف في عالم الحيوان، وبالتالي فقد زودها الله بهذا الشكل العجيب لتحمي نفسها... فسبحان الله!
سمكة شفافة الرأس ... سبحان الخالق العظيم! تظهر أجزاء من دماغها وهي بالفعل سمكة مخيفة لأعدائها، فقد سخر الله لها هذه الشفافية كوسيلة للحماية من دون حول أو قوة لها... هذا الخالق العظيم: أيعجز أن يدفع الشر والأذى عن مؤمن يقول: لا إله إلا الله؟!
وهنا نرى ضفدعاً شفافاً وجميلاً، إنه أحد مخلوقات الله تعالى التي نرى من خلالها عظمة الخالق عز وجل.
الحبار البحري الشفاف يبرق بعينيه ويشق طريقه في ظلمات البحر بحثاً عن فريسة يقتات عليها. تصوروا أن الله تعالى لم ينسَ هذا المخلوق من فضله فهيَّأ له أسباب الرزق والمعيشة!
قنديل البحر (رئة البحر) زوده الله بمجسات حساسة جداً يرى بها طريقه ويدرك بها فريسته.
سمكة بحرية صغيرة (عمرها أيام فقط) وبسبب عدم وجود أي قوة لهذه السمكة الضعيفة، فإن الله تعالى لم ينسها وزودها بميزة "الشفافية" لتكون هذه الميزة وسيلة للدفاع عن نفسها... سبحان الله!
حيوان الحبار البحري يتوهج باللون الأحمر والأرجواني، يوجد أكثر من 300 نوعاً مختلفاً من هذا الحيوان تعيش في البحار.
حلزون بحري شفاف لديه القدرة على أن يأخذ أشكالاً متعددة، وفي هذه الصورة يأخذ شكل "قلب".
سمكة شفافة تدعى cowfish زودها الله بالقدرة على التألق.
أحد الحيوانات البحرية ملأ معدته بالطحالب الخضراء التي نراها واضحة من خلال هذه الصورة.
وهذا حيوان بحري آخر لديه القدرة على بث الضوء المتوهج بألوان زاهية، وهذا يساعده على إخافة أعدائه وحماية نفسه من المخاطر.
ونقول "سبحان الله" الذي خلق كل شيء وقال: (الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا) [الفرقان: 2].