مقتطفات من مائة ورقه لغازي القصيبي

في المرآة

أبصرتُ في المرآةِ آخرَ قصتي ............... ونعى بها نفسي إليَّ الناعي

ويصنع مثل ذلك في شعر إبراهيم العريض , العقاد , وابن الرومي وغيرهم. ويقدم باقة من أغاني الحب اليابانية , ويثبت نصوصـًا مترجمة شعرية أو نثرية لطائفة متنوعة من الأدباء مختلفي المشارب كآن فيربرين , و إقبال , وشكسبير. ويأتي بمقولات لأوسكاروايلد . إنه كوكتيل بكل ما تعني هذه الكلمة .

وقد ناقشت شخصـًا في مادة هذا الكتاب فقال لي : إن غازيـًا رجل ذكي يستطيع من تجميع أمور يسيرة تأليف كتاب وبيعه وحصد الأرباح منه , فهل هذا الرأي صائب ؟ هل المسألة مجرد انتقاء وصف وطبع ثم قبض؟

أعتقد أن براعة الاختيار -بحد ذاتها- مهارة لا يتقنها كثير من الناس. وأن براعة العرض شيمة المبدعين فحسب.كما أن غازيَ راوح بين مكتوبه ومنقوله , وإنك لتلمس في كل ذلك الإبداع, والحكمة , ونتاج التجربة والخبرة , والحصافة في الرأي .وترى في كل ذلك غازي ؛ ذلك الإنسان العادي .. العادي جدًا.

هناك قطعتان نثريتان حازتا على إعجابي , وبقيت زمنـًا أعاود قراءتهما والتفكر بما تنطويان عليه من معانٍ رائعة :

الورقة26
لماذا لا تحبني؟!

كنتَ يا أبتاه في السبعين , وكنت أنا في التاسعة, أصغر أبنائك. كانت السيارة تقلنا إلى حيث نلتقي بأصدقائك قبيل الغروب في ضاحية من ضواحي المدينة.

التفتُ إليك فجأة. وقلت:"أبي! لماذا لا تحبني؟!" تظاهرتَ , يا أبتاه, أنك لم تسمع السؤال . ولكنني رأيت وجهك يتقلص بالألم والدهشة. وشعرت بالندم. وتمنيت لو استطعت أن استرد الكلمات. أو أن أغسلها بكلمات جديدة.قطعنا بقية الطريق صامتين واجمين نبحر في أفكارنا الخاصة.

كيف كان بوسعي , يا أبتاه, أن أشرح لك ما عنيت؟ أن أقول إن حاجز الاحترام بيني وبينك كان ينسيني في كثير من الأحيان أنني ابنك. أن أقول كم كنت أتمنى لو حملتني على كتفك , لو ضحكت معي , لو أخذتني في جولة على الأقدام, نحن الاثنين فقط.

ووصلنا إلى حيث يجتمع أصدقاؤك.والتفت إليهم وبدأت تتحدث إليهم بانفعال: "هل علمتم ماذا قال لي(هذا) قبل قليل؟ سألني لماذا لا أحبه هل تصدقون؟ ماذا يريد (هذا) أن أفعل؟ أن أعترف له أنني لم أحمل في حياتي صورةً غير صورته (وأخرجتَ الصورة, يا أبتاه, من محفظتك)؟ هل يريدني أن أقول له كم أتألم عندما يمرض؟ وكم أشتاق إليه عندما أسافر ؟ هل يريد أن أدلـِّله ؟أن أفسده؟ سوف يكبر ذات يوم ويفهم".
وضحك الأصدقاء.وغصتُ في غمامة من الخجل الأحمر.
كبرتُ , يا أبتاه, وفهت. وأدركت, يا أبتاه, كم كنت تحبني. يرحمك الله!

الورقة60
رسالة اعتذار
أيتها المرأة التي أحب!

كنتُ البارحة ثائرًا كبركان فقد أعصابه , فأخذ يرمي بكل ما في أعماقه من حنق مكبوت.وكنت تستمعين بصمت جريح , والدموعُ تسيل على المحيا الذي أعشق.
وهدأ البركان . وصحا الندم من كهفه تمساحـًا رهيبـًا جائعـًا يمزقني على أسنانه المقوسة , ويبتلعني قطعة قطعة. ولم أستطع النوم. كيف أشرح لك أن غضبي لم يكن موجهـًا إليك , ولكنه كان موجهـًا إلى جراحي وهزائمي وإحباطاتي؟

وأنت , أيتها المرأة التي أحب, أبصرتِ, دون العالمين, تلك الآلام التي تنخر في روحي, الآلام التي تقبع هناك كمارد في قمقم.
تعرفين ملامح صراعي. تعرفين كيف وجدتُ طعم الإخفاق مرًّا . وطعم النجاح أشد مرارة. تعرفين كم تعذبت في معركتي الطاحنة مع هذا التنين المعتوه الذي يسمونه الطموح.
رأيتِ الطعنات في صدري. والضربات في ظهري . كل هذا الميراث من الأشجان والمواجع لا يجد فرصة للكلام إلا معك. وفي لحظات الجنون هذه.

قدرك, أيتها المرأة التي أحب , أن ألجأ إليكِ... ضاحكـًا وباكيـًا وغاضبـًا. قدرك, أيها المرأة التي أحب, أن تبتسمي لثورتي. كما ابتسمت لغزلي , أن تشهدي حماقة الطفل , كما شهدتِ مواقف الرجل.
تذكرين"قصة حب"؟ تذكرين العبارة الشهيرة التي أصبحت مثلاً: "الحب يعني ألا تحتاج إلى الاعتذار أبدًا"؟ أما أنا فأقول: الحب يعني ألا تخجل أبدًا من الاعتذار. أيتها المرأة التي أحب! إني أعتذر!

انتظر ردودكم انشاء الله تعجبكم المفاجاءة

المرأه هي المرأه
لا يستطيع احد ان يوفيها حقها في الكتابه
يكفي انا وانتي امرأه
واخواتنا وحبيباتنا
وعلى رأسنا نائبه المدير وسن امرأه

مع احترامي للجميع

شكرا على دخولك الموضوع وردك عطائك ماله حدود

شكرا على دخولك الموضوع وردك عطائك ماله حدود

صحيح المراءة تمثل نص المجتمع
هي الام والاخت والخالة والعمة والجدة وزميلة وصديقة

يكفي ان الرجال تلدهم النساء

شكرا لكي عزيزتي

» قصيدة الوداع من على السرير الأبيض (لغازي القصيبي رحمه الله)
» مقتطفات من أشعار حامد زيد - شاركونا
» مقتطفات
» مقتطفات (2)
» مقتطفات