بسمـ الله الرحمنـ الرحيمـ
كنت أشاهد برنامجاً تلفزيونياً ذات مساء يبث على الهواء مباشرة عن التربية الإسلامية عندما اتصلت إمرأة بالبرنامج وسألت السؤال التالي
( لدي طفله عمرها عامان وأريد أن أعلمها حب الله فكيف ذلك وهي بهذه السن )
فرد عليها المحاضر برد جميل جداً ...
لوسأذكر شيئاً يسيراً منه حين قال:
الطفل أشبه بآلة التسجيل يحفظ كل ما نلقنه له ويسجل كل ما يرى بذاكرته
لذا يجب أن نبدأ بتلقينه بعض الكلمات حتى يتعود عليها ويألفها منذ نعومة أظافره
فمثلاً عندما تبدأ الأم بإطعامه الطعام
عليها أن تقول وبصوت مسموع ( بسم الله )
ويرافق هذا القول ابتسامة لطيفه بحيث يتقبل هذه الكلمة
وتترك في نفسه شعور مريحاً
لأنها جاءت مرافقة لابتسامة والدته
ويجب أن تحرص وهي تلفظها في كل مرة
أن لا تقولها له أو تطلب منه قولها بصورة الأمر
حتى لا يبدأ بالخوف منها
وهكذا عندما ينتهي من تناول طعامه
عليها أن تكرر دائماً (حمد الله وشكره على نعمه) ومنها الطعام
وكل هذا بأسلوب بسيط وبشوش حتى يتعود الطفل الشعور بالراحة والأمان في ذكر الله
وأن تقتدي برسول الله صلى الله عليه وسلم
في كيفية تعليمه للصغار آداب الطعام
عندما كان يعلم ابن أم سلمه حين كانت يده تطيش في الصحفة
فقال له عليه أفضل الصلوات والتسليم :
(يا غلام سم الله تعالى , وكل بيمينك وكل مما يليك)
وعليها كذلك أن تربط له ذكر الله
بذكر النبي محمد صلى الله عليه وسلم
فتقول على سبيل المثال
علمنا رسولنا الكريم أن نقول بسم الله عندما نأكل
وأن نقول الحمدلله عندما نشبع وهكذا
وعليها الحذر من أن تكرر على مسمعه هذه الكلمات
لا تأكل هكذا حتى لا يراك الناس فيقولون طفل سيء
أو فلان إن رآك وأنت تفعل هذا سيضحك عليك
أو الطفل الفلاني أفضل منك لأنه يفعل كذا وكذا
لأنها بتلك الطريقة ستربي في نفس الطفل خشية الناس
أكثر من خشية الله
وحتى لا يكون إرضاء الناس هو همه الأول
بدلاً عن إرضاء الله
كانت تلك بعض النقاط التي ما زلت أذكرها من البرنامج
وأضيف على ذلك طريقة أخرى ... وهي الأسلوب القصصي
فالأطفال غالباً يحبون الإستماع إلى القصص
ونجد أن السيرة النبوية العظيمة زاخرة بالقصص والروايات
التي يمكن تبسيطها وسردها للأطفال بأسلوب تشويقي يسير
يتناسب مع أعمارهم فتستطيع الأم أن تستبدل القصص الخرافية
كسندريلا مثلاً
والأميرة والأقزام السبعة
وسوبرمان وغيرها من القصص التي تعتمد على الخرافة في أحداثها
بقصص من تاريخه الإسلامي
وبقصص من كتاب الله الحكيم
وأذكر كمثال
قصة أصحاب الفيل
أو قصة أصحاب الكهف
أو قصة الرسول الكريم عليه أفضل الصلوات والتسليم
وهو في الغار
وكيف ان الله حماه من المشركين فلم يلحقوا الأذى به وغيرها الكثير
وهكذا تكون استطاعت أن تجعله يألف ذكر الله
وذكر محمد عليه الصلاة والسلام
وأن تزرع في قلبه بذور محبة الله ورسوله
وتعوده على قيم المسلمين وأخلاقهم.
منقول للامانة