بسم الله الرحمن الرحيم
الأحاديث في نور الشيب، وحكم تغييره كثيرة، منها:
1 - عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جدّه أن النبي r نهى عن نتف الشيب، وقال: ((إنه نور المسلم))[/size
2 - وعن كعب بن مُرّة t قال: سمعت رسول الله r يقول: [size=12]((مَنْ شاب شيبةً في الإسلام كانت لـه نوراً يوم القيامة))[/3 - وعن عمرو بن عبسة t أن رسول الله r قال: ((من شاب شيبة في سبيل الله كانت لـه نوراً يوم
القيامة[size=12]))[/size
4 - وعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جدّه عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله r: [size=12]((الشيب نور المؤمن، لا يشيب رجلٌ شيبةً في الإسلام إلا كانت لـه بكل شيبة حسنة، ورُفِع بها درجة))
5 - وعن أبي هريرة t يرفعه: ((لا تنتفوا الشيب؛ فإنه نورٌ يوم القيامة، ومن شاب شيبة في الإسلام، كُتب لـه بها حسنة، وحُطّ عنه بها خطيئة، ورُفِع لـه بها درجة))
وقد جاءت الأحاديث الكثيرة في هذا المعنى عن أكثر من عشرة من أصحاب النبي r، وهذه الأحاديث
الخمسة السابقة تبيّن فضل الشيب، وأنه لا يُنتف؛ لأنه نور المسلم، ووقاره؛ لأن الوقار يمنع الشخص عن الغرور والطرب، ويميل إلى الطاعة والتوبة، وتنكسر نفسه عن الشهوات، فيصير ذلك نوراً يسعى بين يديه في ظلمات الحشر إلى أن يدخله الجنة
فالشيب يصير نفسه نوراً يهتدي به صاحبه،ويسعى بين يديه يوم القيامة،والشيب وإن لم يكن من كسب العبد،لكنه إذا كان بسبب من نحو جهاد أو خوف من الله ينزل منزلة سعيه،فيُكره نتف الشيب من نحو: لحية،وشارب،وعنفقة،وحاجب،قال النووي:لو قيل يحرم لم يبعد
ومن غيّر بالسواد لا يحصل على هذا النور إلاّ أن يتوب أو يعفو الله عنه
وهذا الشعر الأبيض يؤدي إلى نور الأعمال الصالحة،
فيصير نوراً في قبر المسلم، ويسعى بين يديه في ظلمات حشره، ويحصل هذا الفضل بشعرة واحدة بيضاء، تكون ضياء ومخلصاً عن ظلمات الموقف، وشدائده
وهذا الفضل في هذه الأحاديث يرغِّب المسلم في ترك نتف الشيب، وأعظم من النتف التغيير بالسواد، فقد نهى عنه النبي r، وحذّر منه.
6- فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: أُتي بأبي قحافة يوم فتح مكة ورأسه ولحيته كالثغامة بياضاً، فقال رسول الله r: ((غيِّروا هذا بشيء واجتنبوا السواد))[/size، والثغامة نبت أبيض الزهر، والثمر، شُبِّه بياض الشيب به، وقيل: شجرة تبيضّ كأنها الثلجة، أو كأنها الملح
وقوله r: ((غيّروا هذا بشيء)) أمرٌ بتغيير الشيب، قال
به جماعة من: الخلفاء، والصحابة، لكن لم يَصِر أحد إلى أنه للوجوب، وإنما هو مستحبٌّ
قال الإمام القرطبي رحمه الله: [size=12]((أما قولهم: إن النبي r لم يخضب فليس بصحيح، بل قد صحّ عنه أنه خضب بالحنّاء، وبالصّفرة[size=12، ولعل القرطبي رحمه الله يشير إلى:
7- حديث أبي رمثة t حيث قال: ((أتيت أنا وأبي النبيَّ r، وكان قد لطّخ لحيته بالحنّاء))
8- وعنه t قال: ((أتيت النبي r ورأيته قد لطّخ لحيته بالصّفرة))
9- وعن زيد بن أسلم قال: ((رأيت ابن عمر يُصفِّر لحيته، فقلت: يا أبا عبد الرحمن، تُصفِّر لحيتك بالخلوق؛ قال: إني رأيت رسول الله r يُصفِّر بها لحيته ولم يكن شيء من الصبغ أحب إليه منها))، وهذا من فعله r، أما من قوله فقد ثبت عنه أحاديث:10- فعن أبي ذر t قال: قال رسول الله r: ((إن أحسن ما غيرتم به الشيب: الحناءُ والكتم))11- وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: مرَّ على النبي r رجل قد خضب بالحناء فقال: ((ما أحسن هذا؟))، قال: فمر آخر قد خضب بالحناء والكتم فقال: ((هذا أحسن من هذا))، قال: فمر آخر قد خضب بالصفرة فقال: ((هذا أحسن من هذا كله))http://www.islamqa.com/ar/ref/82378