جددي علاقتك بوالدتك
الاحسان الى الأم
تعلمي كيف تصنعين البر مع والدتك، ولا تنتظري أن تكون هي البادئة والتمسي العذر لها إن لم تجدي لبعض تصرفاتها مبررا واضحا، واصبري عند غضبها. فهناك أمور ربما لا تجدين لها عذرًا فيها إلا بعد مرور وقت طويل، أو بعد أن تنجبي أطفالا، وتصبحي أمًّا مثلها وابحثي عن أهم مفاتيح رضاها لتستخدميها قدر المستطاع، فقد تكون كلمة حلوة، أو قربا بدنيا، أو مساعدة في شئون المنزل؛ فإذا شعرت أنك تحسِّين بها وبأعبائها، فسوف تشعر بقيمتك وأهميتك واهتمي ببعض الأعمال التي تدل على الحنان والعطف، فإذا رأيتها متعبة فاحرصي على سؤالها بلطف عن سبب تعبها، واصنعي لها كوبا من العصير، وقدِّميه لها مع قُبْلة على رأسها أو كتفها واكسري الحاجز النفسي بينك وبينها، وقولي لها عبارات دافئة مثل: "شفاك الله يا غالية" "تسلم يديك على الأكل اللذيذ" "تصبحين على خير يا أمي".
اصنعي لها مفاجآت صغيرة مثل إحضار ورد أو هدية بسيطة بدون مناسبة أو ضعي لها بطاقة جميلة على الثلاجة (أمي افتقدك) أو اتصلي بها أثناء عملها وأشعريها أنك تفتقدينها اليوم وفاجئيها بسؤالك عن اهتماماتها الخاصة وتقديرها، ومشاركتك لها فيها، ومعرفة أحلامها، وقومي من آن لآخر بعمل لا تتوقعه منك واحرصي على القيام بأعمال تنمِّي ثقتك بنفسك؛ فثقتك بنفسك تزيد ثقة أمك بك واهتمي بدراستك، وحسِّني من مظهرك وتسريحتك في البيت، فهذا كله يدعم شعورك بالبهجة والفرح، وينعكس على مزاجك وتفسيرك للأمور والمواقف التي تحدث معها على وجه الخصوص وحدِّثيها عن مشاكلك المختلفة، واستمعي للحلول التي تطرحها لك، وناقشيها فيها وأبدي رأيك لها حتى تجدا الحل المناسب وصارحي والدتك بمشاعرك أحيانًا، واطلبي منها تفسيرًا لبعض مواقفها التي تظنين أنها تسيء إليك فيها، فربما وضحت لك الأمور ورأيت جانبها المشرق واجعلي ردودك لائقة وطيبة، وبطريقة ترضي الله فمما يغضب الله سبحانه وتعالى أن ينظر الابن لأبيه أو لأمه بحدة فما بالك بالكلام ولا تدخلي معها في مناقشات أو مواقف فاصلة تنتج عنها قطيعة أو جفاء، وحاولي قدر المستطاع عدم الاستدراج لدواعي الاستفزاز، وإجهاضها أولا بأول، بحسن تدبير ولباقة وإذا عاملتك أمك بعصبية أعيدي برمجة تفكيرك، وبدلا من أن تفسِّري الموقف بسوء ظن قولي لنفسك لعلها تكون متعبة، أو ربما لم تنتبه، أو أنها تريد مصلحتي ولا تتركي للوسوسة سبيلا إلى نفسك وتجنبي كثرة العناد معها . واعترفي بأنك ما زلت زهرة يانعة الخبرة بالحياة، وأن والدتك لديها خبرة أكبر، وغالبًا يكون رأيها هو الأصوب واجتهدي في تجنب المواقف التي تزعجها قدر الإمكان؛ سواء في عدد ساعات النوم أثناء النهار، أو في مشاهدة التليفزيون لساعات طويلة حتى لا تشعريها بالوحدة وهي معك واجعلي بينك وبينها حوارا حول ما تشاهدينه في التلفاز مثلا؛ فهذا سيجعلها تشعر بالرضا عنك، وأنك تهتمين بوجودها، وأن هناك تواصلا بينكما وحدثيها عن أصدقائك، وخذيها معك وأنت تشترين بعض ملابسك فقد تكون رغبتها وإصرارها في بعض الأحيان على اختيار أشيائك هو حب منها في أن تكون قريبة منك، أو خوفا من استغنائك عنها وإذا كثر تدخلها في كل شيء في حياتك بشكل كبير جربي أن تتفقي معها أن تتيح لك الفرصة في الاختيار على أن يبقى رأيها استشاريا، على أن تشركيها من وقت لآخر حتى لا تشعر بأنك تستغنين عنها وتبعدينها عنك وبذلك لن تتدخل في كل شيء وساعدي إخوتك في دراستهم، والعبي معهم، واصنعي لهم الحلوى، واعملي لهم المفاجآت والحفلات الصغيرة، فهذا السلوك سيعجب أمك كثيرًا، ويزيدها ثقة بك.