بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يقول صاحب القصة
____________________________________
اعمل بأحد المستشفيات بمدينة جدةوقاربت فترة دوامي على نهايتها
ابلغني المشرف أن شخصيه اقتصاديه تتعامل بمئات الملايين قادم وعلي استقبال وإكمال إجراءات دخوله
انتظرت عند بوابه المستشفى
راقبت من هناك سيارتي القديمة جداً وتذكرت خسائري الكبيرة وأقساطي المتعددة
وعندها وصل الهمر ليكمل مأساتيحيث حضر بسيارة أعجز حتى في أحلام المساء أن أمتلك مثلها
يقودها سائق يرتدي ملابس أغلى من ثوب الدفة الذي ارتديه
دخلت في دوامة التفكيرفي الفارق بين حالي وحاله مستواي ومستواه( شكلي وشكله )
وقلتها بكل حرقه ومنظر سيارتي الرابضة كالبعير الأجرب يؤجج مشاعري( هذي عيشة )
عموما سبقته إلى مكتبيوحضر خلفي وكان يقوده السائق على كرسي متحرك
رأيت أن رجله اليمنى مبتورة من الفخذ
اهتزت مشاعريوسألته!!
عندك مشكله في الرجل المبتورة !!
أجاب بـ لا !!
قلت
فلماذا حضرت ياسيدي !!
قال
عندي موعد تنويم!!
قلت ولماذا !!
نظر الي وكتم صوته من البكاء
وأخفى دمعه حارة بغترته وقال
( ذبحتني الغرغرينا )
وموعدي هو من اجل ( بتر ) الرجل الثانية
عندها أنا الذي أخفيت وجهي وبكيت بكاءً حاراً
ليس على وضعه فحسب
بل لكفر النعمة الذي يصيب الإنسان عند أدنى نقص في حاله
ننسى كل نعم المولى في لحظه ونستشيط غضباً عند اقل خسارة
هل أصبح المؤشر ليس للأسهم فقط بل لقياس مدى إيماننا الذي يهبط مع هبوطه
تحسست قدماي وصحتي فوجدتها تساوى كل أموال و كل سيارات العالم
وهذا غيض من فيض من نعم الله !!
فكيف بنا نحصر الرضا والغضب في مؤشر هبط اليوم وسيصعد غداً
هذا ماحدث لي بالفعل قبل عدة سنوات
ومنذ تاريخه وأنا احتسب أي خسارة راضياً بحكم الله
أحببت أن تبكوا معي قليلاً على السخط الذي نبديه والعياذ بالله
وان نوكلها إلى الله .. لنعرف مقدار النعم التي نحن فيها
ولا نجزع من ارتفاع مؤشر أو انهياره أو لخساره مالية أو عند مقارنة حالنا بمن هو أفضل منا في أمور الدنيا
الحمد للهالذي بشكره تدوم النعم