هذه قصيدة مبكية للشيخ موسى القرني فرج الله عنه وعن جميع الأسرى له بعنوان : "إلهي لك الشكوى" يحكي فيها حاله منذ أن اعتقل إلى الآن
إلهي لك الشكوى وأنت المدبر
وأنت الذي تجري الأمور وتقدر
وأنت لمضطر دعاك مجيبه
وأنت لمظلوم تعين وتنصر
وليس لما أخَرت فينا معجَل
وليس لما عجلت فينا مؤخر
وليس لا أعطيت للخلق مانع
ولا أحد يأتي بما بلا تيسَر
وليس لما يسَرته من معسَر
وأنت الذي للكسر والضعف تجبر
وأنت ترى بثي وحزني ولوعتي
وأنت الذي أشكو إليك وأجأر
وإني بما قدرت راض وصابر
وأعلم أن الخير فيما تقدر
ولكنه وصف لحالي أقوله
وأنت إلهي إن تجاوزتُ تغفر
إلهي لقد جاروا علينا لأننا
إلى العدل والإصلاح ندعو وننذر
وندعو إلى الشورى التي قد دعا لها
نبي الهدى,والظلم والقهر ننكر
لكن قوماً من ولاة أمورنا
علينا عدوا ظلماً ولم يتبصروا
إلى السجن ساقونا وذلَوا رقابنا
وذَلوا أهالينا وفينا تجبروا
دليلهم السجَان والقيد آيهم
فهل من دليل غير هذا يِحبَر
ثلاث سنين قد قضينا بجدةٍ
ومحبسنا بالانفرادي يُشهر
ومن بعدها جئنا إلى سجن حاير
وعن وصفه يعيا بياني ويقصر
ففيه من الإذلال شيء مروَع
وفيه من الإهمال مالا يُصور
وفيه إهانات تخطت حدودها
وليست على ذي الدين والعقل تخطر
نُقلنا إليه كاللصوص,عيوننا
مغمضَة ,والرجل في القيد تعثر
مكلبشة منا الأيادي فتارة
ندَف وأخرى كالخراف نجرجر
بقينا بهذا الحال من عصر يومنا
إلى الفجر والحراس بالحقد تقطر
إذا ما تعثرنا من القيد أغلظوا
وإن أبطأ الشخص المقيَد زمجروا
ولما تلكَا بعضنا في مسيره
سمعنا هراوات على الظهر تُمطر
على وجهه ألقوه في الأرض وانتحوا
له كليوث الغاب بالفحش تزأر
وعَشرتنا قد أدخلونا بغرفة
نُرص بها مثل الكلاب ونحشر
نُعامل كالأنعام يُرمى عِلافها
وليس لنا حق سوى الأكل يُذكر
لكل سجين قدر فرشة نومه
وحمّامنا للصوت والريح ينشر
يحيط به جدرٌ قصير,وبابه
قصير فما غير المغلَّظ يستر
إذا ما أردنا الاغتسال فإننا
بأثوابنا نحثو المياه وننثر
إذا ما خلعنا الثوب بان لصحبنا
من الجسم مافوق البطون ويُظهر
وجدنا بأكياس القمامة سترة
نحيط بها حمامنا ونسّور
ومسؤولنا الأعلى رقيب يجيئنا
بكل ثلاثاء دقائق تحضر
وليس لديه من جواب لمطلب
سوى الكذب ,والأوهام دوماً يزور
وإن كثرت منا المطالب لم نجد
سوى قوله يا قوم للنعمة اشكروا
وقد منعوا عنا الزيارات كلها
وشهران مرّا لا زيارة تذكر
كتبنا وطالبنا وبُحت حلوقنا
وقلنا بأنا لم نعد قط نصبر
ومن بعدها قالوا الزيارة مرة
تكون لنا في كل شهر تكرر
إذا ما أتانا للزيارة أهلنا
يلاقون أصناف الأذى حين يحضروا
فكم قد أهانوا أهلنا ونساءنا
وكم قد شكوا من جورهم وتذمّروا
يلاقون في التفتيش كل أذية
فأثوابهم بالخلع تطوى وتنشر
كلاسينهم يُعرونها وصدورهم
وعوراتهم باللمس والجّس تهصر
وليس لشكواهم من الذل سامع
وليس لهم إلا الدعا والتصبر
ومن أجلنا ذاقوا المرارات والعنا
ولم ييأسوا يوماً ولم يتضجروا
فهل مسلم يرضى بهذا لأهله
وهل عاقل يا قوم أو متبصر
فلو كان في كوبا الذي جرى لنا
لطارت به الهيئات تشكو وتنذر